تذكار القدّيسين الشهداء خريسنثوس وداريا ومن معهما (+القرن الثالث الميلاديّ)

mjoa Tuesday March 19, 2024 190

ChrysanthusAndDariaكان خريسنثوس الابن الوحيد لأحد شيوخ الإسكندريّة المعروفين، بوليمبوس، هناك تسنّى لخريسنثوس أن يتلقّى قسطًا وافرًا من الفلسفة، التي ظنّ أنّها تروي عطشَه لمعرفة الحقّ، خابَ أمله فبات حزينًا إلى أن شاء التدبير الإلهيّ أن يقع على نسخة من الإنجيل قرأه بنَهَم فوجد فيه ضالّته. ولقّنه الكاهن كاربوفوروس الإيمان القويم وعمّده. وحاول والده ردّه عمّا حسبه ضلالًا بالحسنى، ولمّا لم يذعن قفل عليه في مكان مظلم وعرّضه للجوع. وخاب ظنّ الوالد واستبانت نفس خريسنثوس أقوى من ذي قبل واشتدّ عزمه بدل أن يهن. ولم يشأ الوالد أن يستسلم فاستقدم من أثينا فتاة بارعة الجمال وأراد دفعها لابنه زوجة. وبدل أن تسلب الفتاة الشاب إيمانه بالمسيح سلبها تعلّقها بالوثنيّة فقرّرا، أن يحافظا على عفتّهما تحت جنح الزواج.
وما أن توفّي بوليمبوس حتّى خرج العروسان الإلهيّان إلى العلَن فشرعا يذيعان بالمسيح، فأمَر الوالي بدسّ من الوثنيّين بإلقاء القبض عليهما وسُلِّم خريسنثوس إلى كلوديوس القاضي. تعرّض الشاب الإلهي للتعذيب، فأبدى من القوّة والسلام الداخليّين ما جعل القاضي يعجب. وإذ مسّته نعمة الله مال إلى الإله الذي من أجله ارتضى هذا الشاب أن يكابد العذاب. وكان أن اقتبل كلوديوس وأهل بيته الإيمان بيسوع. زوجته كانت هيلاريا. وكان له ولدان: ياسون ومور. كلّهم قضوا للمسيح، كلوديوس وولداه. لمّا سمع نوميريانوس بخبرهم فتَكَ بهم. ألقى بكلوديوس إلى البحر بعدما شدّ عنقه بحجر، وقطع هامتَي ولدَيه. بعض الجنود أيضًا من حاشية كلوديوس قيل أنّهم قضوا للسبب عينه. أمّا هيلاريا فمكثت تصلّي عند أضرحة زوجها وولديها إلى أن ضمّها الرب الإله إليهم.
بالنسبة لخريسنثوس وداريا قيل إنّهما عذِّبا. وفيما ألقي خريسنثوس في سجن موبوء ألقيت داريا في بيت للدعارة، لكن حفظتهما نعمة الله غير منثلمَيْن. كذلك ورد أنّ رجالاً عديدين اهتدوا بتأثيرهما. وأخيرًا ألقيا في حفرة عميقة طمرت بالحجارة. وهكذا أكملا شهادتهما للمسيح. يُذكر أنّه كانت بقرب تلك الحفرة مغارة اجتمع فيها المؤمنون، بعد حين، ليحيوا ذكرى القدّيسين الشهيدين فدرى الوثنيّون بأمرهم وجاؤوا ودحرجوا حجرًا سدّ مدخل المغارة فانضمّ من في الداخل شهداء لمن سبقوهم. من بين هؤلاء كاهن اسمه ديودوروس وشمّاس اسمه مريانوس .

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share