كان باسيليوس كاهنًا في أنقره زمن أسقفية مركلّس. ورَدَ أنّ حياته كانت سامية وكلامه لا شائبة عليه. في زمن سيطرة الآريوسيّة كان يدعوا الناس أن يحذَروا الفخاخ المنصوبة لهم وأن يثبتوا يقظين في الإيمان القويم. حاول الأساقفة الآريوسيّون منعَه من عقد اجتماعات كنسيّة، فلم يرضخ لهم بل دافَعَ عن الايمان أمام الإمبراطور قسطنديوس، الآريوسيّ النزعة، نفسه. وعندما حاول يوليانوس الجاحد استعادة الوثنيّة ولم يأُل جهَدًا في إفساد المؤمنين، جالَ باسيليوس في المدينة كلّها حاثًّا المسيحيّين على الصمود وألّا يلوّثوا أنفسَهم بالأضحية والسكائب بل أن يقاوموا الوثنيّة، برجولة، من أجل الله. حنَقَ عليه الوثنيّون ثمّ ألقوا القبض عليه وجرّروه أمام الوالي متّهمين إيّاه بمحاولة إثارة الفتنة وقلب مذابح عديدة وتحريض الشعب على الآلهة والتعرّض لقيصر ودينه. فأمَرَ الوالي بتعذيبه.
في تلك الأثناء، خرج يوليانوس من القسطنطنيّة إلى أنطاكية ليستعدّ لحملته على الفُرس. فلمّا بلغ أنقرة عُرض عليه باسيليوس فحاوَل الإمبراطور الظهور بمظهر الحكيم الرّؤوف ولكن فشل في استمالة القدّيس وبقيَ باسيليوس ثابتًا في موقفه فصدر أمر بإنزال أشدّ التعذيبات به، لكن هذا الأمر لم يضعف القدّيس بل على العكس زاده صلابة وتمسّكًا بإيمانه. فلمّا استبدّ الغضب بالوالي أمر بطرحه أرضًا وطعنه بالحراب إلى أن لفظ أنفاسه.