” حاملات الطيب والأساقفة ” – الأرشمندريت بلاسيد Placide deseille

mjoa Saturday June 25, 2016 171

” حاملات الطيب والأساقفة  ” – الأرشمندريت بلاسيد   Placide deseille

التلاميذُ اختارَهُم المسيحٌ ليكونوا رؤساءَ الكنيسةِ الناشئةِ، المولودة. هم التلاميذُ الذين يمثلونَ المسيحَ بصميمِهِ، هو الذي اختارَهُم لتمثيلِهِ في قلبِ المجتمعاتِ المسيحيّة في المستقبلِ. هم كانوا شهوداً للقيامَةِ، والأساقفةُ الذينَ خَلَفوهُم كانَت لهُم في الكنيسةِ مَهَمَةٌ أولى في إمتدادِ ونشرِ هذه الشهادة. هذا ما يُعَزِزُ دورَهُم الأساسي.

placide-deseilleحاملاتُ الطيبِ يُمثّلنَ الشعبَ المسيحيّ. الكنيسةُ بالنتيجةِ ليست التراتبيّةَ فَحَسب، هي ليست فقط التلاميذَ، كما أنها ليست الأساقفةَ فَحَسب، الكنيسةُ هي أيضاً الشعبُ كل الشعبِ المسيحيّ. الكنيسةُ هي شعبُ الله الجديد، هي إسرائيلُ الجديد، وهذا الشعبُ هو منظّمٌ، الذي أرادَ بِهِ المسيحُ التراتبيّة. طبعاً كلُ المسيحيينَ الأبرار لدَيهِم معنى الإيمان الذي يخوّلُهُم أن يكونوا جزءًا من الأساقفة بِبَعض الحقائقِ التي يتلقوَنها،كمِثلِ حاملاتِ الطيب اللواتي كنّ أولى شاهِداتِ القيامة.

ولكن بمشيئةِ المسيحِ هُناكَ في الكنيسةِ الأساقفةُ والكهنةُ الذين يمثلونَ اساقِفَةَ الأرض في مُختلفِ الرعايا، ومن ثّم هناكَ الشعبُ المسيحيّ كُلُّهُ. ولكن لا يَجِبُ أبداً أن ننسى أنّ الشعبَ المسيحيّ هو الأهّمُ بمعنى ان يكّمِل مهامَ الأساقِفَةِ ومعاونيهِم كما كهنةِ الرعايا الذين هُم في خِدمَةِ تقديسِ الشعبِ المسيحيّ. وهَدَفُ الجسمِ الرسوليّ أو الإكليريكي، وهدفُ الأساقفةِ هو هَذه القداسة، حيثُ أن المسيحَ يعيشُ داخلَ كلّ مُخلِصٍ مسيحيّ.

أن تكونَ مسيحياً هو أن تُدعى لتطوير في نَفسِكَ النعمةِ المتلقاة من القُدُسات، من المعموديّة والإفخارستيّة. أنتُم تَعرِفونَ أن هذه الأسرارَ الثلاثةَ العجائبيّة هي غير مُنفصِلة حسبّ تراثِ الكنيسة وتقليدِها. أن تعيشَ في المسيحيّةِ، هو أن تُنَّميَ بالتعاونِ مع حريّتنا نِعمَةَ الأسرارِ حتى يعيشَ فينا المسيحُ وألا نعيشَ نحنُ انما المسيحُ يحيا فينا. ميّزاتُ نِعمَةِ المعموديّةِ وميّزاتُ سائرِ الأسرارِ بالأخّصِ سرّ الافخارستيّة هو هذا الذي أشَرنا إليه “المسيحُ يحيا فينا” كي لا نبقى مُنعزلينَ حتى نَتَحرّكَ يجبُ أن يَسكُنَ المسيحُ فينا والروحُ القُدُسُ يسكنُ أيضاً فينا، بِذَلِكَ يعيشُ المسيحُ فينا ويستطيعُ كلُّ مسيحيّ أن يقولَ بالحقيقةِ كما قالَ القديس بولس “لست أنا من يحيا، انما المسيح يحيا في”  هذه حياةُ المسيحِ  تَتَجَسّد بواسِطَةِ العَمَلِ الصالحِ الذي يجبُ أن يولَدَ في ذِهنِنا وَوَعيِنا وهكذا نُدعى “بشراً مبشرين”. نَعَم أن تكونَ مسيحياً هَدَفُكَ أن تحيا عَمَلَ الأساقِفَةِ والكهنةِ وتكونَ في خِدمَتِهِم، وهَدَفُ الشعب المسيحي هو أن يمارسَ في المسيحِ هذا العملَ الروحيّ الذي يُمجّد الثالوثَ القدوس، ولكن هذا لا يَمنعُ الأساقفة من أن يكونوا أيقونةً حيةً للمسيح بيننا.

الأساقفَةُ عَمَلُهم أن يشاركوا في هذه الرسالة، الكهنةُ عَمَلُهم في الرعايا ورسالتُهم الأساسيّة “تقديس الشعب”، لذلك هم مِثلُ أيقونةِ المسيحِ الحيّة، مَهما بَلَغَت قداسَتُهم الشخصيّة. إذا لم يكونوا جَديرينَ بِهذِهِ المهمّة التي أولاهُم اياها الله، فعليهِم تأديّةُ الحسابِ أمامَ الرب، وهذا لا يمنعُ من أن يكونوا دائماً محتَرَمينَ كالايقوناتِ، وليسَ فقط أن يكونوا منظورينَ نظرةً بشريةً بالكامل.

تجدُر الإشارة إلى أن في الإنجيلِ، النساءَ كانَ لديهّنَ دورٌ في تمثيلِ الكنيسَةِ، “عروسِ المسيح”، المسيحُ لم يخترهّن رسلاً وإن كانَت لديّهِنَ صِفَةٌ مثلَ مريمَ المجدلية، “معادِلَةِ الرسل” هذا لم يَكُن النهجُ نفسُه، حاملاتُ الطيبِ يُمثِلن مجموعةَ المخلصينَ ويُمثلنَ الكنيسةَ، ولكن ليس في مُهّمة “السلطة-الخدمة” بينما الرسلُ كانوا الصخرةَ التي بُنيّت عليها الكنيسة لذلك فإن الأساقفةَ استمدوا سُلطَتَهُم من أجلِ عَمَلِ البشارَةِ في تخليدِ عبَر العصورِ شهادةِ الرُسُلِ الذين عاينوا قيامةَ المسيح .

هَدَفُ كلّ ذلك هو تقديسُ الشعبِ المسيحيّ كلَهِ. هذا العملُ حتى يقولَ كلُ واحدِ منا “لستُ أنا من أحيا، انما المسيح يحيا فيّ” هذا ما يعلّمنا إنجيلُ حاملاتِ الطيبِ، إن أحَدَ حاملاتِ الطيبِ يُعطينا درساً مهماً لفَهمِ حياتِنا المسيحيّةِ، حياتِنا في الإنجيلِ، حياتِنا في الكنيسةِ، وطاعَتِنا للأساقفة.

ترجمة : أُسرة الإستعداديين – مركز جبل لبنان

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share