“الانفتاح” مخيم صيفي لجامعيين مركز طرابلس
في محمية فريد ودعد كرم في كفتون إجتمع ثلاثون جامعيا من مركز طرابلس في حركة الشبيبة الارثوذكسية من فروع شكا، الميناء، كفرعقا، بطرام، بصرما، اميون، بشمزين، دده، من الخميس 18 آب ولغاية الاحد 21 آب، في االمخيم الصيفي الذي كان تحت عنوان “الانفتاح” وقد تمت دراسة الموضوع وإحاطته من عدد من الجوانب، فكانت مقدمة عن الانفتاح مع الاخ الدكتور جورج تامر، وتأمل إنجيلي مع الاخ غسان الحاج عبيد، الانفتاح على المجتمع من خلال القضايا الاجتماعية والوطنية مع الاخ رينيه أنطون، والانفتاح على الطوائف الاخرى مع الاب نعمة صليبا.
في المقدمة عن الانفتاح تناول الأخ جورج تامر الانفتاح على الآخر، معتبرا انه أمر غير سهل إذا لم يكن لدينا انفتاح ذهني على العلوم والثقافات، محدداً الاخر أنه: الاخر في بيئتي المسيحية، والاخر في المجتمع.
ورأى أن انفتاحنا على الاخر يأتي من القاعدة اللهوتية، أن الله الذي اؤمن به هو إله منفتح على ذاته في حركة حب، مستشهدا بقول يسوع “من رآني فقد رأى الآب” وبحلول الروح القدس في المعمودية، وأن هذا الاله المنفتح على ذاته انفتح على الاخر الذي هو الإنسان حين صار الانسان إلها.
مذكرا أن كل انفتاح يجب أن يلازمه انفتاح على الذات (مراقبة أنفسنا بالصلاة وبقراءة منتظمة للكتاب المقدس) وترسخ في الذات، أما عن الآخر في مجتمعي، فدعا إلى معرفته معرفة جدية لا هجومية، معرفة من الناحية اللاهوتية والانسانية وأن أحب الآخر.
أما الانفتاح على المجتمع من خلال القضايا الاجتماعية والوطنية فكان مع الاخ رينيه أنطون الذي اشار الى أن الرب هو الكل وفي الكل، ومن هنا علي أن أنظر إلى الأمور من منظاره هو وأن أكتب الهوية التي اكتسبها على الأرض أي الهوية الانجيلية، هوية يسوع هي هوية المحبة وأنا مطلوب مني أن أكون في هذه الهوية على الأرض، وأن أترجم الثبات في هذه الهوية وأن ( أكون من هذا العالم ولست من هذا العالم) أي أن أحمل هموم العالم وقضاياهم وألا أسمو فوقها، شرط ألا نكتسب هوية العالم وفكره ونبقى محافظين على هويتنا الإنجيلية.
ولفت الى أنني معني بكل ما يزعج الإنسان لأني أحمل هوية الإنجيل، وهذا ليس موضوع “انفتاح” انما وجه من وجوه شهادتنا ليسوع المسيح ووجه من وجوه بشارتنا له.
ثم إنقسم المشاركون إلى لجان لتحديد قضايا اجتماعية تعنيهم وذكر الصعوبات التي تواجههم في سبيل طرح بعض الحلول لها، والتي بُوّبت بين ٣ قضايا: وطنية، سياسية، والآخر.
وختم مذكرا أنه علينا أن نمارس فعل “المحبة” تجاه كل الناس.
أما عن التأمل الانجيلي فكان شرح واف لنص السامرية، وشدد الاخ غسان عبيد على صورة يسوع في هذا النص فهو، منذ البدء، يبادر فورا إلى كسر حاجز العداوة بين اليهود والسامريين ويتجرأ على محاورة من تُعتبر عدوته، فيعلمنا كيف نكون محاورين حقيقيين، وأن نذهب إلى من هو مختلف عنا ونحاوره، لأن الحوار هو أن تذهب إلى الآخر المختلف، وتحاول أن تقارب قدر المستطاع، وإلا فتكون حينئذ تسمع صدى صوتك.
وتمنى أن يقود هذا النص إلى التشبث بيسوع بعد أن نكون قد رأيناه وآمنا وسمعناه وليس لأن أحد حكى لنا عنه.
اما الموضوع الاخير فكان مع الاب نعمة صليبا وأعضاء من جمعية غلاديك، الجامعة اليسوعية والمؤلفة من علا صقر وبينالا الحج من ضمن البرنامج التدريبي على الحوار الاسلامي المسيحي، حيث تم حضور الفيلم الوثائقي “لانه انسان” الذي يشدد على التمسك بالقيم الانسانية في احلك الظروف وهي الحرب، وقدّم الفيلم شخصيات من المجتمع اللبناني انقذوا حياة انسان من دين مختلف خلال حرب الجبل.
وبدأت الجلسة بالتعارف مع المجموعة ومن ثم شاهد الجميع فيلم:”لانه انسان” قبل ان تتم المشاركة في بعض الالعاب والنشاطات التي تُبرز التنوع والاختلاف من دون ان يؤدي ذلك بالضرورة الى الخلاف.
وفي يوم السبت وبعد صلاة الغروب التي شارك فيها الجامعيون في كنيسة القديس فوقا في بلدة كفتون كانت جلسة مع الاب بسام ناصيف الذي إستهل اللقاء بلمحة تاريخية عن الكنيسة والبلدة قبل ان يبدأ النقاش حول الانفتاح وضرورة ان نقبل الاخر الى حد معين من دون ان يمس ذلك ايماننا وعقائدنا وما تُعلّمنا اياه الكنيسة، وتم التشديد على اهمية المحبة التي تتحلى بها المسيحية والتي هي غير موجودة بهذا القدر عن الاخرين لان يسوع ولعظم محبته بذل نفسه من أجلنا.
وفي اطار الانفتاح ومعرفة الاخر كان لقاء مع جمعية إيمان ونور في مخيمهم في مدرسة الفرير دده حيث قدم الجامعيون مجموعة من الاناشيد والاغاني كذلك رقصوا مع الاخوة في الجمعية من خلال شخصيات عديدة وقضوا ساعة ممتعة من الوقت إختبروا خلالها ومعنى إدخال البهجة الى قلوب الاخرين.
وتخلل المخيم فقرات منوعة وترفيهية من العاب مائية، وفقرة النوادي(أشغال ورسم)، كما شارك الجميع في laser tag في كفرحزير حيث قضوا اوقاتا ممتعة، ومساءً كان سهرات مُحضرة وترفيهية وتخللها تحديات بين المجموعات.
وفي اليوم الاخير شارك الجميع في القداس الالهي في دير سيدة كفتون وكانت جلسة مع الاب منيف حمصي بعد القداس شدد خلالها على اهمية دور الجامعي في الكنيسة والمشاكل التي يمكن ان تعترضه في حياته اليومية الجامعية والعملية.
مخيم سيبقى محفورا في ذاكرة من شارك به لغناه الروحي والفكري وتنوعه الترفيهي….شهادات ممَن شارك في المخيم….
والرب يقوينا لخدمة إسمه القدوس