القداسة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday March 22, 2017 192

القداسة – المطران بولس (بندلي)

في هذا اليوم المبارك رتبت الكنيسة المقدسة عيداً لجميع القديسين، كونه الأحد الذي يلي مباشرة عيد العنصرة المقدسة. هذا للتأكيد بأن القداسة تنبع من الروح الكلي قدسه الذي عيدنا لحلوله الأحد الماضي، على الرسل القديسين الأطهار.

إنما رتبت الكنيسة المقدسة العيد الحاضر لتؤكد لنا إننا مدعوون أن نكون أعضاء “حية” في شركة القديسين التي هي الكنيسة المقدسة.

لنتأمل أيها الأحباء إننا بالمعمودية المقدسة على اسم الآب والابن والروح القدس وبتثبيتنا في الإيمان القويم عندما مسحت أعضاؤنا بالمسحة التي من القدوس، وبتناولنا من الجسد المقدس والدم الإلهي اللذين بهما اتحد جسدنا ودمنا بطعام وشراب الحياة الأبدية، نحن انتسبنا الى شركة إلهية أفرادها “القديسون” فلا نخفنَّ من ذلك لأننا بفضل رحمة إلهنا نحن مدعوون أن نتقدس وهكذا نحقق دعوة إلهنا القدوس نفسه.

إن دعوتنا هذه ليست “مهمة مستحيلة” كما يتصورها الناس لأن الإله الذي هو وحده القدوس المستريح في القديسين هو الطريق المؤدي الى القداسة. طريق صعب بالواقع مليء بالعثرات المتنوعة لكن إلهنا الح ب البشر الذي لم يشأ أن ينزوي في برج عاجي للقداسة قد تحرك هو نفسه نحونا وأتى إلينا وإذ لم يشأ أن يتركنا “يتامى” فبعد أن قام من بين الأموات وصعد بمجد عنّا الى السموات “مجلساً إيانا معه عن يمين الآب” قد أرسل لنا الروح القدس لكي لا تكون القداسة التي يدعونا إليها مستحيلة علينا، وكما سمعنا في رسالة اليوم “لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود بمقدار هذه محيطة بنا (أي أولئك القديسين الذين جاهدوا الجهاد الحسن وحفظوا الإيمان وأتموا السعي) فلنطرح كل ثقل الخطيئة المحيطة (هي أيضاً) بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله يسوع”. لأن يسوع هو قوتنا، فالنظر إليه بروح الإيمان الحي يجعلنا ننتصر على الشر المتربص بنا متكلين على من قال “ثقوا فقد غلبت العالم”، له الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 3 حزيران 2007
العدد 22

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share