تذكار القدّيس العظيم في الشهداء بندلايمون والأعمى الذي شفاه(+القرن الثالث الرابع الميلاديّ)

mjoa Saturday July 27, 2024 220

panteleimon

عاش القديس بندلايمون في نيقوميذية في آسية الصغرى (تركيا) في القرن الثالث – الرابع. كان أبوه وثنيّاً وأمّه مسيحيّة، سُمّي باسم بنتولاون، فيما بعد أُعطي له اسم بندلايمون أي”الكثير الرّحمة” من فوق لأنّ الربّ الإله أراد أن يكون كثير الرّحمة من جهة الذين يستشفعون بصفيّه. تمكّن قدّيسُنا في فترة قصيرة من الإحاطة بفنّ الطب، فعزم الإمبراطور مكسيميانوس على اتّخاذه طبيبًا شخصيًّا له في القصر. وإذ كان الشابّ يمرّ كلّ يوم أمام منزل القدّيس هرمولاوس الذي عرف من مُحَيّا بندلايمون أيّ نفس يكتنز، كشف له أنّ المسيح وحده، الطبيب الحقانيّ الوحيد الذي أتانا بالخلاص من دون علاجات وعلى نحو مجانيّ. وشرع يتردّد بانتظام على القدّيس هرمولاوس ليتعلّم منه السِِرّ العظيم للإيمان. فطلب المعموديّة المقدّسة ثمّ لازم الشيخ ونعِم بتعليمه، وعندما عاد إلى خاصّته، لم يشأ أن يكشف سرَّ هدايته لأنّه كان حريصًا على إقناع أبيه ببطلان الأصنام.
وجيء إلى بندلايمون بأعمى توسّل إليه أن يشفيه بعد أن بدّد ثروته على الأطبّاء. فأكّد أمام أبيه أنّه سوف يشفي الأعمى بنعمة معلّمه، قال هذا ورسم إشارة الصليب على عينَي الأعمى، داعيًا باسم المسيح. للحال استعاد الرّجل البصر وأدرك أنّ المسيح هو الذي شفاه، وقد جرت عمادة كلّ مِِن الذي كان أعمى فأبصر، ووالد بنتولاون الذي ما لبث أن رقد بسلام.
وزّع بندلايمون ميراثه على المحتاجين وحرّر عبيده وانكبّ على العناية بالمرضى الذين طلب منهم أن يؤمنوا بالمسيح الآتي إلى الأرض شافيًا كلّ علّة. فوشى به حساّده لدى مكسيميانوس، الذي استدعى الأعمى الذي شفاه بندلايمون واستجوبه، فقال له أنّ بندلايمون استدعى اسم المسيح فعاد إليه بصره وآمن. فغضب الإمبراطور وأمر بقطع رأسه، واستدعى قدّيسنا وطلب منه العدول عن إيمانه، فأبى قائلاً له، أنّ الإيمان والتّقوى من جهة الإله الحقّ أسمى من كلّ غنى هذا العالم الباطل و كراماته.
فأراد مكسيميانوس أن يجرّبه فجيء بمخلّع جعل عليه كهنة الأوثان كلّ قدراتهم السحريّة، فرفع بنتولاون صلاته إلى الله، ثمّ أخذ المخلّع بيده وأقامه باسم المسيح، ولمّا رأى الوثنيّون الحاضرون الرجل يطفو فرحًا، آمن العديدون  بالإله الحقّ.
لا الإطراءات ولا التهديدات زحزحت القدّيس بندلايمون عن عزمه. إذّاك أمر الملك بتعذيبه بمختلف أنواع التعذيبات فنجا منها كلّها. وفي النهاية قُطع رأسه. وكان ذلك في السابع والعشرين من تموز سنة 304.

طروبارية القدّيس بندلايمون
أيّها القدّيس اللّابس الجهاد  والطبيب الشافي بندلايمون، تشفّع إلى الإله الرحيم أن يُنعم بغفران الزلّات لنفوسنا. 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share