نشأ القدّيس بولس في آسيا الصّغرى في بلدة قريبة من برغامس، والدتُه أفدوكيا كانت قريبة يوانيكوس الكبير. له أخ اسمه باسيليوس زوَّجه ذووه عنوة ففرَّ إلى جبل الأوليمبوس وصار راهبًا. رقد أبواه وهو شاب صغير. كان بولس ممتلئًا غيرة إلهيّة وسعى إلى الاقتداء بمعلّمه وأبيه الروحيّ الذي عامله بصرامة لأنّه أراد أن يدرّبَه على النُّسك، ولكي يعلّمه أن يكون خادمًا جعله يخدم في المطبخ. اعتاد أن يخرج إلى البريّة ويصعد على شجرة ليصلّي، كانت محبّة المسيح تلتهمه التهامًا. بعد موت الشيخ أبوه، خرج ورفيق له في الجهاد اسمه ديمتري إلى البريّة إلى جنوبي لاتروس، هناك انتشر عددٌ من النساك وَفَدوا من سيناء. أقام في مغارة بعد أن تركه رفيقه بسبب قسوة الحياة في المغارة حيث قضى ثماني سنوات في جهاد متواصل، عاد بعدها إلى دير كاريا لفترة وجيزة طاعة لرئيس الدير. ثمّ عاد إلى البريّة واستقرّ على قمة صخريّة تشبه العمود الطبيعيّ. ذاع صيته بفضائله وعجائب الله التي أخذت تجري على يدَيه، وأخذ الطلّاب يتقاطرون عليه فيقيمون عند أسفل الصّخر ويتبعون مثاله. مع تنامي الشركة وتدفّق الزوّار، بدأ المكان يفقد هدوءه، فنزل بولس عن عموده وطلب أمكنة عالية أكثر عزلة، ولمّا كشف المكان الجديد للزوّار خرج إلى جزيرة ساموص وأقام في مغارة معزولة. ذاع صيته هناك أيضًا حتى بلغ كريت وبلغاريا وإيطاليا وعندما اقتربت نهايته حرّر لتلاميذ قواعد الحياة الرهبانيّة. رقد بسلام في الربّ سنة 955 م بعدما وعد تلاميذه بأن يصلّي لهم على الدوام.