الأرثوذكس العرب يقاطعون البطريرك ثيوفيلوس

mjoa Monday January 11, 2010 200
الأرثوذكس العرب يقاطعون البطريرك ثيوفيلوس احتجاجاً على بيعه للأوقاف الأرثوذكسية للأسرائيليين.

الخلافات مع البطريرك ثيوفولوس تلقي بظلال قاتمة على عيد الميلاد

بيت لحم- تقرير معا- وصل ظهر اليوم الاربعاء بطريرك الروم الارثوذكس ثيوفولوس الثالث إلى كنيسة المهد استعدادا لاحتفالات عيد الميلاد المجيد، وسط إجراءات أمنية مشددة لحراسة البطريرك الذي تعرض لمقاطعة من قبل عدد كبير من أبناء الطائفة الارثوذكسية على خلفية صفقات بيع اراض للاسرائيليين اتهم البطريرك واسلافه بالتورط بها.

arab_orth 1وبدا موكب البطريرك باهتا في ظل عدم مشاركة الفرق الكشفية في الاستقبال، فيما تجمع العشرات من ممثلي مؤسسات ارثوذكسية ومواطنين رافعين لافتات تعارض سياسية البطريرك وتطالبه بالعمل على استرجاع املاك الطائفة التي تسربت للاسرائيليين.

وكان في استقبال البطريرك الذي أُحيط باعداد كبيرة من عناصر الشرطة الفلسطينية أمام كنيسة المهد محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل، ووزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس، ورئيس بلدية بيت لحم لحم د.فكتور بطارسة، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية زياد البندك، وقائد المنطقة العقيد اسماعيل عمران ومدير الشرطة المقدم خالد التميمي.

وقال الطوباسي خلال المؤتمر الذي دعا إليه مجلس المؤسسات الأرثوذكسية العربية والذي يضم 13 مؤسسة: “إن البطريرك فشل في تنفيذ تعهده لاسترجاع مبيعات الأراضي الماضية، كما وقع مؤخرا اتفاقا جديدا وهو تأجير أرض مار الياس الى أحد المقاولين الإسرائيليين”.

وكانت الفرق الكشفية قد تجمعت في ساحة المهد اليوم للترحيب ببطاركة الكنائس القبطية والسريانية ولكنها غادرت قبل وصول البطريرك ثيوفولوس، معربة عن احتجاجها على سياسته تجاه أملاك الكنيسة الارثوذكسية.

arab_orth 2وكان مجلس المؤسسات الأرثوذكسية العربية قد طلب من السلطة الفلسطينية الى التدخل وإبطال بيع الأراضي.

ولاول مرة منذ قدوم السلطة الفلسطينية الى الضفة الغربية تحدث مقاطعة طائفية لأحد البطاركة في عيد الميلاد، كما أعلنت السلطة الفلسطينية خفض مستوى مشاركتها في الفعاليات التي يدعو اليها البطريرك ثيوفولوس في العيد، بينما قالت إن مشاركة رئيس الوزراء د. سلام فياض في القداس الديني يأتي من منطلق احترام المناسبة الدينية ولا علاقة له بشخص البطريرك.

وتشكل الطائفة الأرثوذكسية أكبر طائفة في فلسطين من الاقلية المسيحية.

arab_orth 3من جانبه نقل امين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم تهاني الرئيس محمود عباس للطوائف المسيحية التي تحتفل بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي، مؤكدا ان الرئيس يحرص على الأخوة الراسخة بين المسيحيين والمسلمين.

واشار عبد الرحيم في كلمة ألقاها باسم الرئيس في مجلس المؤسسات والفعاليات العربية الأرثوذكسية في فلسطين بقاعة الجمعية الوطنية الأرثوذكسية في بيت لحم ان الرئيس عباس لم يتمكن هذا العام من مشاركة ابناء الطوائف المسيحية الشرقية بهذه الاحتفالات بسبب جولته الهامة في عدد من الدول العربية لاجل دفع عملية السلام.

واضاف” إن المسلمين والمسيحيين جسدوا على مر العصور وحدة لا تنفصم عراها، فكان المسيحي إلى جانب أخيه المسلم يهرع للدفاع عن الأقصى كلما تعرضت حرمته للتدنيس، وكان المسلم يقف إلى جانب أخيه المسيحي يدافع عن كنيسة القيامة بكل ما يملك”.

وفيما يلي نص الكلمة:

السيدات والسادة الحضور
أهنئكم من الأعماق باسم السيد الرئيس محمود عباس ويشرفنا الحضور معكم في هذا الحفل بمناسبة عيد الميلاد المجيد لسيدنا المسيح عليه السلام سائلين الله عز وعلا أن تعود علينا هذه المناسبة العظيمة وقد تحررت بلادنا وقامت دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس وتمتع شعبنا بكل طوائفه وأطيافه بالحرية والأمن والاستقلال.
تعرفون أيها الأخوة والأخوات أن السيد الرئيس محمود عباس يحرص كل الحرص وانطلاقاً من الأعراف التي كرسناها والتقاليد التي أرسيناها ومشاعر الأخوة الراسخة بيننا مسيحيين ومسلمين ولأنكم من جذور هذا الشعب وعناوين صموده.. يحرص على مشاركتكم في هذه المناسبات وهذه الأعياد المجيدة، ولكن حالت الظروف الطارئة دون ذلك، فتسارع الأحداث وضرورة التشاور في هذه الأيام المفصلية والهامة اضطرته لأن يكثف اتصالاته ولقاءاته مع العديد من أشقائه القادة العرب لأجل دفع العملية السياسية على قاعدة ثوابتنا الوطنية للوصول إلى حقوقنا التي كفلتها الشرعية الدولية بوقف الاستيطان وتحديد المرجعية الواضحة لعملية السلام بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 67 وحق عودة اللاجئين.
وقد حملني السيد الرئيس أحر تهانيه لكم متمنياً لكم ولكل أبناء شعبنا عيد ميلاد سعيد.
تجمعنا روابط الأخوة والمحبة وتجمعنا عهدة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع البطرك صفرونيوس طيب الله ثراه، ننظر للمقدسات المسيحية والممتلكات الكنسية نفس النظرة وبنفس الالتزام لحرمة المقدسات الإسلامية، لأننا شعب واحد تعاهدنا بالدم على أن تظل هذه الأرض لنا نذود عن حماها وعروبتها بكل ما نملك.
ولقد جسدنا ذلك كما قلت على مر العصور بوحدة لا تنفصم عراها فكان المسيحي إلى جانب أخيه المسلم يهرع للدفاع عن الأقصى كلما تعرضت حرمته للتدنيس وكان المسلم يقف إلى جانب أخيه المسيحي يدافع عن كنيسة القيامة بكل ما يملك ويعلو هتاف الله أكبر من جميع الحناجر.
لم تجد كل محاولات الأغراء والتهديد وكل أشكال القمع في كسر وحدتنا أو نسخ عهدتنا العمرية.
واليوم أيتها الأخوات أيها الأخوة فإن الإغراءات تزداد وتمارس جميع الطرق الالتفافية وتستغل النفوس الضعيفة من أجل الوصول إلى ذات الهدف الذي سعى له جميع الغزاة على مر العصور بالاستيلاء على ممتلكاتنا وانتهاك حرمات مقدساتنا.
ولاشك أنكم تتابعون محاولات الحكومة الإسرائيلية المحمومة في هذا الاتجاه، خاصة في هذا الوقت الذي يخطط فيه الاحتلال لإحكام الحصار على القدس وعزلها بالاستيطان وطرد سكانها العرب لإخراجها من قضايا مفاوضات الحل النهائي وصولاً لأن تكون عاصمته الموحدة.
جميعنا مطالبون بالتنبه لخطورة هذا المخطط والوقوف في وجهه ونحن قادرون بوحدتنا على إفشاله لتظل القدس لنا.. رمزاً للأخوة والمحبة والسلام مهوى الأفئدة والعاصمة الأبدية لنا.
علينا أن نكون صفاً واحداً وبقناعة واحدة وعلى قلب رجل واحد فليس المسجد الأقصى وحده هو المستهدف بل وأيضاً كنيسة القيامة، وليس المسلم وحده هو المقصود بل وأخيه المسيحي أيضاً.
كل يوم نتلقى تقارير حول ما يخطط له الاحتلال، والكثيرون منا بل جميعنا ينبهون لخطورته ويستنفرون الهمم والعزائم لتفويت الفرصة على الاحتلال حتى تظل القدس متصلة مع محيطها العربي جزءاً من الأرض الفلسطينية بل درة هذا الوطن. وكلنا ثقة بأن أحفاد صفرونيوس وعيسى العوام سيقفون في الطليعة كما عودونا دائماً يحافظون على إرث الأجداد وممتلكات كنيستهم.
لا أريد أن أطيل عليكم، لكني في هذه المناسبة العظيمة… عيد الميلاد المجيد ، نتقدم إليكم ونقدم لكم من القلب تهانينا الحارة من السيد الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وكل شعبكم’.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share