جميع المقالات

سيّدي، “يا عماد، الله ليس عمادٌ سواه” كلماتٌك القليلةُ هذه، الفريدةُ والعميقةُ في معانيها، أتذكّرها كثيرًا وأسترجعها يوميًّا منذ ما يقارب الأربع سنواتٍ، وما زلتُ أتعلّم منها، وبك يا سيّدي، نعم بك، وبها أتشدّد. كيف لا وأنا على يقين أنّها ليست كلماتٍ بشريّة، دهريّة، أرضيّة، بل كلمات الرّوح النّاطق فيك وعبرك في مسيرتك الاستثنائيّة على…

نشهد في حياتنا الكنسيّة وعلى مدار السّنة الطقسيّة، حوادثَ حصلت مع أشخاص التقاهم الربّ يسوع، منهم التّلاميذ أنفسهم، والمخلّع والسّامرية والأعمى والمرأة الزّانية وزكّا العشّار… كان لهؤلاء الأشخاص مسار طويل مع الزّمن. كلٍّ منهم كان يتخبّط في مشكلته، كما يتخبّط اليومَ كلٍّ منّا في خطيئة، في ضعفٍ، في مشكلة، في همّ، في مرض، في عطب،…

في سهرةٍ، على هامش مؤتمر حركة الشّبيبة الأرثوذكسية السنويّ، انطلقت ألسنة شبابٍ وصبايا في سرد “قصص” المطران بولس بندلي وتصرّفاته الانجيلية “اللّامعقولة” و”اللّامألوفة” لدينا وحولنا! إثرَ تلك الليلة، وما أفاضته تلك الحكايا في النّفوس من حبور، تعهّدنا، بعض الأخوة وأنا، ألّا ندعَ ترابَ القبور يدفن أثرَ القيامة في الحياة، وأثرَ العالم يهزم أثرَ الإنجيل في…

نتأمّل اليوم في سرّ “الغطاس” القادم علينا. دُفن يسوع في المياه، ودَفن بذلك شهواتِنا جميعًا، وعلّمَنا منذ ذلك الوقت أنّنا مدعوّون إلى أن نقوم معه وأن نشاركه فرحَهُ وسلامَهُ. ولمّا صعِد من الماء فُتِحَت السّمواتُ وسَمع صوتَ الآب ورأى الروحَ القُدسَ مجسّمًا. الذي ينهض من ماء المعموديّة يُعطى أن يَرى السّموات مفتوحة ويسمع صوت الآب.…

عظة الأحد الثاني من لوقا لقدس الأب يونس يونس كاهن كنيسة ميلاد السيّدة- منصوريّة المتن (جبل لبنان)   كَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ هكَذَا… فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ.” (لوقا 6: 31 -36) يقول القدّيس أفرام السّريانيّ إنّ هذا التّعليم هو كمال العيش في النّعمة. فقِمّةُ العيش في…

سرُّ الكبار أنّهم دائمو التّأثير من جيل إلى جيل. ينقلنا سيّدنا سابا، مشكورًا، عبر هذا المقال الرائع، إلى حضرة الأب ليف جيلله الكبير في تواضعه والواضح في تعليمه، والقدوة في محبّة الربّ وترك العالم. يُبرز المقال المكانة المميّزة للأب جيلله في الكنيسة الأنطاكيّة ومكانته الخاصّة في حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، فيُظهر الدّور المحوريّ الذي لعبه الحركيّون…

د. نقولا أبو مراد “أمّا من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربّنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلِبَ العالم لي، وأنا صُلِبتُ للعالم” (غل 6: 14) يأتي كلام بولس الرسول هذا في سياق ردّه على الذين يفرضون الختانَ، وتاليًا، حفظَ أوامر الناموس على غير اليهود في عبورهم إلى الإيمان بالمسيح. والحقيقة أنّ الرسالة…

– اللّافت للنّظر، والذي يدعونا للتأمّل، أنَّ عيد رقاد السيّدة، يأتينا في آخر السنة الكنسيّة، وعيد ميلادها هو أوّل عيد سيّديّ يأتي في السّنة الكنسيّة، التي تبدأ في الأوّل من شهر أيلول..!! وفي ذلك رسالة روحيّـة، فحواها أنّ هذه الفتاة البسيطة، مريم العذراء، هي نموذج ومثال أعلى في القداسة، شرط أن نتّخذها شفيعة لنا، وأن…

ثلاث مرّات عاينتُ النّور المقدّس حيًّا، ثلاث مرّاتٍ. المرّة الأولى عاينت النّور على وجه المطران بولس بندلي يوم دفنه. لم أكن كاهنًا أنذاك. كان مسجّى في كنيسة المطرانيّة الصّغيرة، لكنّ وجهَه كان أوسع من الحجارة. ما زلتُ أتذكّر وجهه تمامًا. هدوءٌ وراحةٌ وصفاءٌ في الموت. كان وجهُه يعكس نورًا. لا. كان وجهُه يُخرجُ النّورَ. وكأنّه…