المطران جورج خضر: نظرة إلى الإسلام (*)

الأب جورج مسّوح Wednesday March 15, 1995 412

“إن الإنسان في الكلمات التي يستعمل”

المطران جورج خضر (في رسالة خاصّة إلى تلميذ)

بقلم جورج مسّوح

 

نعرض في هذه الدراسة رأي المطران جورج خضر في الإسلام وبعض عقائده وذلك من خلال مؤلّفاته التي تزخر بها المكتبة العربية والأجنبية. كما أننا سوف نرى نظرة خضر إلى الحوار الإسلامي – المسيحي اليوم وإلى الشهادة المسيحية في ديار الإسلام. لا بد من الإشارة، بادئ بدء، أن خضر يستشهد بالقرآن في الكثير من كتاباته المتعلّقة بالمواضيع الإسلامية أو غيرها.

1– نظرته الى التاريخ:

المطران جورج خضر ليس مؤرّخاً، إنّما هو قارئ للتاريخ وناقد له. ينطلق من أحداث تاريخية ممحّصاً، فيستخلص منها دروساً لواقعنا الحاضر. هو قبل كل شيء راعٍ في منطقة شهدت صراعات كثيرة بين أتباع ديانات وغزوات خارجية استهدفت في من استهدفت أبناء كنيسته. يتلمّس خضر في التاريخ عبراً تفيده في دعوته إلى أن يعي المسيحيون أنهم “ليسوا إزاء المسلمين بل مع المسلمين”1. لهذا نجد أن الكاتب يتوقف عند ثلاث محطّات تاريخية عند مقاربته تاريخ التعايش بين المسلمين والمسيحيين في الشرق: الحملات الصليبية، القضية الفلسطينية والحرب اللبنانية.

أ– الحملات الصليبية:

يرتبط الكلام عن الحملات الصليبية، عند خضر، بذكرى عيد الصليب. فهو يذكّر المسيحيين بالمعاني الحقيقية للصليب: “منذ تعليق المسيح على الصليب مات إله العسكر”2 و “المسيحي كمعلّمه محمول على الصليب لا حامل صليب. ليس هو بصليبي”3 و “المسيحيون الشرقيون مصلوبون لا صالبون”4. يتلخّص همّ المطران جورج خضر في تصحيح صورة الشهادة المسيحية الحقّة التي شوّهها بعض المسيحيين خلال الحرب الأخيرة، وذلك من خلال تذكير المسيحيين، أوّلاً، بأن الشهادة المطلوبة منهم لا يؤدّونها كما يريد الرب إتمامها. وثانياً فقط، يريد خضر تذكير المسلمين بأن المسيحيين الشرقيين قد وقفوا معهم ضد إخوتهم (في الدين) الآتين من الغرب، ويقول: “المسيحية الشرقية التي استهدفتها الحملات الصليبية كانت مخلوعة مع بطاركتها وأساقفتها في الحكم الفرنجي لهذه المنطقة وقد مات أبناؤها ذبحاً في القدس واختلطت دماؤهم بدماء المسلمين”5.

الرسالة إذاً لها بعدان: الأول في دعوة المسيحيين إلى الرجوع عن الطريق الخطأ فالشهادة لا تكون في الإقتتال، والثاني في دعوة المسلمين إلى عدم ظلم المسيحيين الشرقيين من خلال نعتهم بـ “الصليبيين”، إذ إنهم قد دفعوا كالمسلمين ضريبة عدم ولائهم للفرنجة. وهنا يذّكر المطران المسلمين بأنه “لّما فتح صلاح الدين القدس وأعاد للمسيحيين حريتهم من الإفرنج إزداد حس المسيحيين بأنهم مع المسلمين واحد”6.

ب– القضية الفلسطينية:

قضية الشعب الفلسطيني دفعت المطران جورج إلى تحدٍ كبير، بخاصة بعد بروز تيار قوي في الكنيسة الغربية يدعو إلى الإعتراف بالكيان الإسرائيلي كونه تحقيقاً لوعد الله7. تصدّى خضر لهذا التيار مفنّداً، فاعتبر أن التوراة كلها “قد تحققت في السيد يسوع … فالمسيح هو الهيكل والوطن والميراث والمملكة والملك. هو إنجاز الوعود جميعاً … لذا كان كل سعي لدعم الصهيونية بالتوراة أمراً مخالفاً للفهم المسيحي للتوراة وتهوّدا”ً8.

ممّا لا شك فيه أن القدس هي قلب القضية، لهذا أولاها خضر في كتاباته حيّزاً كبيراً. إذا أُريد للقدس أن تبقى محجة المؤمنين من كل الأديان فيجب، حسب خضر، أن تبقى عربية، لأن عمر بن الخطّاب أعطى أبناء القدس “أماناً لأنفسهم وأحوالهم وكنائسهم وصلبانهم”9 …، واستمر هذا الأمان إلى أن أتى اليهود وطردوا أبناء البلد ليقيموا حكمهم. لذلك يرفض هو تدويل المدينة لأن “العرب ضمنوها منذ عمر. فلماذا يُذهب بأهل البلد وحكمهم ليُؤتى بالأجانب يحكمون ولو سُمِّي هؤلاء هيئة أمم”10 ؟ موقف خضر لم يتغيّر بتغيّر السياسات والأنظمة في المنطقة، فها هو يذكّر بأن المسيحيين العرب يصرّون على ألّا يكون مصير المدينة منفرداً، لأنها “قلب جوار محيط ورأس للجسد الفلسطيني”11.

الموقف الذي يدعو إلى إلتزامه الكاتب هو التزام قضية فلسطين، فالمسيحيون “قد عيّنهم الله مسؤولين عن المصير العربي وهو مقحمهم فيه إذا افترضنا أنهم خارجه. أضعف الإيمان ألّا نرى اليوم قضية تتقدّم قضية العرب، أن نلتمس المسيح حيث هم مصلوبون”12.

ج- الحرب اللبنانية:

شهادة المسيحيين كانت محور تأمّلات المطران جورج خضر في الحرب اللبنانية، فهو يجيء من الآباء القدّيسين ليذكّر المسيحيين بأن الكنيسة تعلّم بلسان الذهبي الفم أن كل إنسان يدعو إلى قتل الهراطقة محروم، وقد رفض القديس باسيليوس الكبير اعتبار الجنود الذين ماتوا في الحروب شهداء13. من هنا يأتي موقف خضر الرافض لكل عنف والداعي إلى الوداعة الإنجيلية.

رفض المطران، منذ بداية الحرب، أن يكون المسيحيون كتلة واحدة ضد المسلمين، ف “حضورك ليس إزاء المسلمين بل مع المسلمين”14، ويرفض تكتّل مسيحي زمني، لأن المسيحيين كتلة المحبة لا كتلة طائفية. فليس بيننا، نحن أتباع يسوع، إلّا عهد بقائه هو لا علاقة له بالقوة الزمنية. “بيننا عهد حب هو فرصتنا الوحيدة أن نمهّد للمسلم صيرورته مخلوقاً جميلاً”15.لذلك يرفض أي وحدة مسيحية سياسية أساسها طائفي قائلاً: “نؤكّد أن الوحدة المسيحية ليست في التسمية ولا في كتلوية الطوائف لكنها في بلورية الأفراد وإنجيليتهم”16. سياسة الإنجيل هي غسل الأرجل، وهذا يفترض أن تكون قضية المسيحي في الشرق هي “قضية الإنسان العربي المقهور” وقضية الحرية المسلوبة والبؤس والجهل عند المسلمين والمسيحيين17.

إستمرار الشهادة المسيحية الحقيقية في الشرق هو الهاجس الوحيد بالنسبة إلى خضر، فهو يرفض الدخول في سجال حولَ مَن يحكم لبنان، المسيحي أو المسلم، فيقول: “ليس مسيحي في العالم العربي يزداد عمقاً في معرفة المسيح أو تقوى مساهمته في سياسة بلده لمجرّد تبوُّء المسيحيين أو فئة منهم سدة الحكم في لبنان”18. الشهادة المسيحية في ديار الإسلام تأتي قبل مسألة السلطة الزمنية.

الدعوة إلى العيش المشترك، عند خضر، ليست تنظيراً، بل هي خبرة حياة عاشها منذ طفولته في طرابلس. يتذكّر المطران طفولته فيقول: “كنت أعيش في حيّ مسلم ما كنّا، نحن النصارى، نتجاوز فيه عشر عائلات. لم تكن الكثرة تتصرّف كأن الحيّ لها. كانت عائلة واحدة في باب الرمل وساحة الدفتردار. نحن تركنا حارة النصارى التي عاش فيها جدّي. آمنّا بالمسلمين وذهبنا إليهم. وكنت أنا، عند إيابي من المدرسة ظهراً، أرى “جموع المصلّين يسجدون وينتصبون في مسجد الحيّ1920.

الخروج من “حارة النصارى” يعني أن يخرج المسيحيون من قوقعتهم وانعزالهم، وتالياً من خوفهم من المسلمين، لكي يكونوا أكثر فاعلية في بناء المجتمع. فهو يقول لمناسبة عيد الشعانين: “اليوم يجيء يسوع ليلغي حارة النصارى، ليهدم كل سور بعدما ألغى بموته حارة اليهود. ما كان النصارى مسؤولين عن إقامة حارتهم”21. في مقالة أخرى، يردّ خضر قيام “حارة النصارى” إلى نظام “أهل الذمة” المجحف بحق النصارى، ويقول إن نضال المسيحيين الوطني هو “ألّا يظلوا حارة نصارى في دنيا الإسلام بل أن يصبح الجميع مواطنين في أوطان، متساوين في الكرامة بحيث لا يبقى فضل لأحد على أحد في الوجود والحرية”22.

2- قراءة المطران جورج خضر للقرآن:

نلاحظ في الكثير من كتاباته أنه يستشهد بالآيات القرآنية، لإبراز مواضع اللقاء بين النص القرآني والنصوص الكتابية المسيحية، أو لتكشف معناه المسيحي، أو لإبراز معانٍ روحية لنصوص قرآنية ليس لها مرادف كتابي مسيحي. كما نلاحظ أيضاً أنه كثيراً وفي مواضع عديدة يستعمل تعابير قرآنية بقالب مسيحي، فنراه أحياناً يطلق على الإنجيل صفة “الكتاب العزيز”، وهي صفة يطلقها المسلمون على القرآن23. لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن خضر يستعمل في مجالسه الكثير من التعابير القرآنية، من بينها ﴿ فذكّر إنّما أنت مذكّر.لست عليهم بمصيطر ﴾ (الغاشية، 21-22).

في دراسة إحصائية24 شملت 693 مقالة للمطران خضر، وجدنا أنه أورد 163 استشهاداً من القرآن أخذهم من 113 آية، وذلك في 82 مقالة، (أي ما يوازي 11,8% من مجموع المقالات). لاحظنا أيضاً أن هذه الآيات المنتقاة هي ذات طابع روحي.

من أبرز الآيات القرآنية المستعملة في كتاباته نجد الآيات التي تدعو المسلمين إلى مودة النصارى والتحاور معهم، كالآيتين: ﴿ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلّا بالتي هي أحسن ﴾ (العنكبوت، 46) و ﴿ لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأن منهم قسّيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ﴾ (المائدة، 82)، وآيات تدعو الى الحرية الدينية كالآية: ﴿ لا إكراه في الدين ﴾ (البقرة، 256). هنا يجب ألّا ننسى أنه بين قرّاء خضر يوجد شريحة واسعة من المسلمين، لهذا يتوجّه إليهم من خلال آياتهم المنزّلة، لكي يذكّرهم بمكانة المسيحيين في القرآن ووجوب التحاور معهم وضمان حرية معتقدهم.

أهمّ هذه الآيات هما الآيتان المأخوذتان من قصة قابيل (الإسم العربي لقايين) وهابيل: ﴿ لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ﴾ ( المائدة، 28)، و﴿ من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ﴾ (المائدة، 32). يبدو أن المطران خضر يحفظ هاتين الآيتين غيباً، ذلك أنه يستشهد مرتين25 بالآية الأولى من دون حرف الجر والضمير المتكلم “إليّ” ومن دون أن يذكر المرجع. هذا يعني أنه لا يعود إلى القرآن ليتثبّت من استشهاده، فهو يعتمد على ذاكرته. ما يؤكّد هذا هو استشهاده بالآية الثانية، حيث أنه، عندما يذكر الكاتب المرجع26، فالإستشهاد يكون صحيحاً، وعندما لا يذكر المرجع فالإستشهاد يكون بتصرف. ففي إحدى مقالاته27، نراه يستبدل الحرف المشبّه بالفعل مع ما الزائدة “كأنما” بحرف التحقيق “قدّ”.

يعود خضر إلى هاتين الآيتين عندما يروم التذكير بأن الإنسان هو أخو الإنسان إلى أي دين انتمى. ذلك أننا جميعاً نأتي من آدم، لذلك ركّز المطران، باستعماله الآيتين، على إخوّة اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، ليدعوهم إلىنبذ السلاح والعودة إلى العيش المشترك. الجدير ذكره أن أول من استعمل هذه الصورة الآدمية هو خضر، لقد وجب أن ننتظر المعارك بين المسيحيين حتى نسمع القادة الروحيين المسيحيين في لبنان يطلقون الدعوة إلى إنهاء الحرب “الأخوية”، بالإستناد إلى الآية: “ماذا صنعت (بأخيك)” (تكوين 4: 10)، وكأنّ المسيحيين فقط إخوة بعضهم لبعض.

إيجاد قاسم مشترك بين آيات قرآنية وآيات كتابية:

يستنتج المطران خضر في مقالة28 له أن “الرحمن”، الإسم القرآني لله، هو نفسه “صورة الله أباً في العهدين القديم والجديد”. ذلك أن جذر كلمة “الرحمن” (ر-ح-م)، يشتقّ منه الرَّحِم، حيث تحمل المرأة جنينها قبل أن تلده. من هنا، الله رحمان بمعنى أنه كالأم الحامل، فـ “الله الرحيم كما المرأة رحيم بمعنى اتساع رحمها”.

كثيراً ما يستشهد المطران خضر بالآية القرآنية: ﴿ هو الله الذي لا إله إلّا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبّر ﴾ (الحشر، 23)، بخاصة عند دعوته اللبنانيين إلى العمل من أجل السّلام. “السّلام من أسماء الله الحسنى في الإسلام”، هكذا يبدأ إحدى مقالاته29، مذكّراً أن المسيح “هو سلامنا” (أفسس 2: 14) و “قد حقّق السّلام بدم صليبه” (قولوسي 1: 20). غاية هذه المقالة، إذاً، هي في تذكير المسلمين والمسيحيين معاً، من خلال كتاب كلٍّ منهم، بأن الله لا يبغي الحرب بل يدعو إلى السّلام.

3- نظرته إلى الإسلام:

تتلخّص نظرة المطران جورج خضر إلى الأديان كافة، قبل المسيح وبعده، في تلمّس وجه يسوع فيها. و “دور الكنيسة الرسالي، بالنسبة إليه، هو في إيقاظ المسيح الراقد في ليل الأديان”30. لهذا نراه يميّز بين الكنيسة في واقعها التاريخي وكنيسة اليوم الأخير المتجلّية، فهو يقول: “الكمال ليس في الكنيسة في وضعها التاريخي العابر. الملء في السيد الذي أطلقها إلى العالم بالكلمة والماء والروح والدم لتكون هذه شهوداً عليها. الملء هو في هذا الذي ستصيره الكنيسة في اليوم الأخير عندما تصبح مجمع الأبرار من كلّ جنس وأمّة”31. هذا البعد الأخروي يؤكّده خضر مجدّداً عندما يقول: “الشفافية الإلهية فوق تكون حوارنا الوحيد”32.

هذه النظرة إلى الكنيسة مبنية على تعاليم الاباء، يذكر خضر منهم القديس يوستينوس الشهيد (القرن الثاني) الذي قال “إن الكلمة الإلهي ينطق قبل تجسده بالكلمات المزروعة أعني الحقائق المزروعة هنا وهناك”33. يمدّ المطران هذا اللاهوت المختص بمَن أتوا قبل المسيح إلى الذين أتوا بعده، فيقول: “ليس ما يحول دون رؤيتنا النبوة خارج المؤسّسة الكنسية … ليس في العهد الجديد ما يدلّ على أن المسيح أغلق باب النبوة في العالم”34.ذلك أن “التدبير الإلهي لا يحدّ داخل نطاق ظهوراته التاريخية. إن فكرة التدبير نفسها هي فكرة سرية، بمعنى أن عمل الله التدبيري لا يقيّد بحدث”35.

لا تغيب عن بال المطران، حين يعرض نظرته هذه، فكرة المسيح الموجود في كل كشف إلهي، فـ “الله قادر أن يكشف نفسه لشهداء عشقه من كلّ صوب أو لمن أقام الصلاة وأدّى الزكاة والتمس وجه الحبيب في حجّه البيت”36، ويتابع خضر مفسّراً: “فالدعاء بحقيقة يسوع كالدعاء باسم يسوع. فالمسيح ليس بالنهاية اسماً أو نظاماً أو مؤسّسة ولكنه قيمة وفعل وتحوّل القلوب إلى الوداعة والتواضع والبساطة فإلى الجهاد الأكبر في سبيل المعذَّبين”، ويقول أيضاً في المقالة نفسها: “الفرق بين الناس أن المسيحيين يسمّون مخلّصهم باسمه وغيرهم لا يسمّيه. ولكن في الحالتين المخلّص واحد”.

يتلمّس المطران جورج موقع المسلمين في التدبير الإلهي، فيجد إشارات في أعمال الرسل والآباء ليستنتج بأن “يد الله تقود الناس إلى الإله الحقّ”37. ويعتقد خضر أن الله عنده قبول لاستمرار المسلمين والبوذية والهندوسية، “لأن وجود 800 مليون مسلم38، ليس صدفة، بل لأن الله راضٍ عنهم”39. هذا يدخل في نطاق “المسيح الكوني”، أي أن تبحث عن حضرة المسيح في كل نعمة منسكبة منه تعالى على المؤمنين كافة. هي، كما يقول المطران جورج، “أن ترى ، مسيحياً، حضرة الرب المبارك حالّة في المسلم في ركيعاته وصومه وتجهده”40.

اللقاء الإسلامي – المسيحي يأتي من الحياة إلى الفكر، أي أن الحوار الحقيقي هو حوار الحياة، هذا ما وعاه خضر منذ البداية، فأقام عدة حوارات مع نخبة من المسلمين، تناولت مواضيع لاهوتية لتوضيح فكر الكنيسة الأرثوذكسية في ما يخص الأديان الأخرى ومكانها في تدبير الله للبشر، ومواضيع تبحث في قضايا السلطة والسياسة والثقافة والفكر الديني، وبخاصة وضع المسيحيين في حال قيام جمهورية إسلامية. لا بدّ، أخيراً، من القول بأن هذه النظرة، التي صاغها المطران، المتجذّرة في فكر الآباء، هي لنا مثابة طريق نسلكها مع مواطنينا المسلمين حتى يعطي اللقاء ثماره الفعلية.

—————

(*) اعتمدنا في قسم كبير من دراستنا هذه على أطروحتنا في الأُستاذية، بإشراف البروفسور أوليفييه كليمان والدكتور طارق متري:

Monseigneur Georges Khodor: Un regard chrétien sur l’islam, Institut de Théologie Orthodoxe (Saint Serge), Paris, 1992.

 

  • “المسيحية العربية والغرب”، في المسيحيون العرب، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، 1981، ص 97.
  • “الإله المجهول في لبنان”، في الرجاء في زمن الحرب، دار النهار، بيروت، 1987، ص 20.
  • “من وحي عيد الصليب”، المرجع السابق، ص 30.
  • “الصليبية”، في “النهار”، 16/9/1989.
  • “من وحي …”، المرجع المذكور.
  • “القدس، ضمير المسيحيين العرب”، في “الملحق”، ع 148، السبت 7/1/1995، ص 3.
  • نذكر من بين أبرز المنضوين تحت لواء هذا التيار فرنسوا مورياك، الذي خصّه خضر بمقالة: “إلى فرنسوا مورياك”، في فلسطين المستعادة، منشورات النور، بيروت، 1969، ص 38-41، واللاهوتي الكاثوليكي الشهير جان دانييلو (أنظر ردّ خضر عليه في مقالته: “المسيحيون العرب وإسرائيل”، في حديث الأحد، الجزء الرابع، منشورات النور، بيروت، 1985، 357 – 362) وغيرهم …
  • “فلسطين بين النصوص والجهاد” في فلسطين المستعادة، ص 24.
  • “شهادة القدس وحق العرب”، في فلسطين المستعادة، ص 49.
  • المرجع السابق، ص 51.
  • “القدس، ضمير المسيحيين العرب”، المرجع المذكور.
  • “المسيحي والمصير العربي”، في فلسطين المستعادة، ص 95.
  • أنظر مقالة جورج خضر:

“Le témoignage de la douceur évangélique au déchaînement des violences”, en Supplément au S. O. P. n  120 juillet – août 1987.

  • “المسيحية العربية والغرب”، المرجع المذكور، ص97.
  • “الفاعلية المسيحية أين هي”، في الرجاء في زمن الحرب، ص 244.
  • “الملتقى في النور”، النهار 30/3/1986.
  • “الفاعلية المسيحية …”، المرجع المذكور، ص 245.
  • المرجع السابق، ص 244.
  • أنظر لو حكيت مسرى الطفولة، ص 6.
  • “طرابلس في المحنة الكبرى”، في الرجاء في زمن الحرب ، ص 128.
  • “صهيون والهياكل”، في الرجاء في زمن الحرب، ص 80.
  • “من وحي…”، المرجع المذكور، ص32.
  • أنظر الآية ﴿ وإنه لكتاب عزيز ﴾ (فُصِّلَت، 41). طبعاً، المقصود بالآية هنا هو القرآن وليس الإنجيل.
  • أنظر أطروحتنا، ص 37.
  • أنظر “دير القمر” و “تشريد وموت”، في الرجاء في زمن الحرب، ص 64 و 169.
  • أنظر “مذكرة في خطف وموت”، في الرجاء في زمن الحرب، ص 190، و “الكلمة والحريّة”، النهار، 4/2/1989.
  • أنظر “من دير القمر وشحيم إلى الشويفات”، في الرجاء في زمن الحرب، ص 96.
  • عنوانها “اليتيم”، النهار، 5/11/1988.
  • أنظر “منطق السّلام”، 29/12/1990.
  • “Christianisme dans un monde pluraliste: l’Economie du Saint Esprit”, in. Irénikon, 1971, n  2 p. 202
  • “المسيحية والعرب”، في فلسطين المستعادة، ص 115.
  • “العلاقات الإسلامية – المسيحية: قراءة في الراهن والمستقبل”، في العلاقات الإسلامية – المسيحية، بيروت، 1994، ص 219.
  • “المسيحية والعرب”، ص 114.
  • المرجع السابق.
  • متري (طارق)، “المسيحيون الشرقيون والإسلام”، في العلاقات الإسلامية – المسيحية، ص 198.
  • “المسيحية والعرب”، ص 115.
  • “Christianisme dans un monde pluraliste …”
  • يتعدّى الرقم اليوم المليار مسلم.
  • “المسيحية العربية والعرب”، المرجع المذكور، ص 106.
  • “العلاقات الإسلامية – المسيحية …”، المرجع المذكور، ص 218.

مجلة النور، العدد الثاني 1995، ص 59-66

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share