“أيها الانسان اعرف نفسك”

mjoa Sunday August 7, 2011 88

بين الصنوmina - mou2tamar 3an l ensan 1بر والأرز الأخضر، أقامت اسرة الطلاب (الثانويين) في فرع الميناء مؤتمرها نهاية الاسبوع الفائت في ربوع دير سيدة النجاة في بلدة بكفيا المنعشة. “أيها الانسان اعرف نفسك” كان عنوان المؤتمر. تخلله ثلاث جلسات.

 

 

 

 

اكتشف المؤتمرون في الجلسة الاولى مع قدس الأب مخاييل الدبس أن الانسان كائن تواصليّ، لا يدرك الا من خلال علاقاته مع الاخرين. وانطلق من صلاة يسوع الكهنوتية في انجيل يوحنا ليظهر ان نموذج وحدتنا هو وحدة الله: “ليكونوا واحدا كما نحن واحد”. الله عاش معنا، و احبنا فعلمنا ان نحبّ. نحن موجودون في هذه الدنيا لكي نحب. ولانه محبة، كشف نفسه لنا، لكي نتوحد. هذا الكشف الالهي هو ما يسمّى عقيدة. ولا قيمة للعقيدة اذا لم يكن لها أثر في حياتنا، فنصبح على مثال الحقيقة التي كشفها الله لنا. لكن العقيدة لا تعبّر إطلاقا عن كمال الحقيقة، هي تشبه السور الذي يحفظ الحقيقة ويصونها من البدع. لذلك استعمل الاباء أسلوبا تنزيهيا للتعبير عن الحقائق الإلهية.ثم تساءل ماذا يتغير فينا اذا الله ليس ثالوثا، فكان الجواب انه اذا لم يكن ثالوثا، فهو ليس شركة،و لا يمكننا ان نصنع شركة. ثم شرح أبونا ان خاصة الآب هو المصدر، والابن انه مولود والروح القدس منبثق.mina-mou2tamar 3an l ensan 3

الجلسة الاولى هذه  انطبعت في ذهن المشتركين وكانت مفتاح لفهم الجلستين اللاحقتين.

 

الثانية كانت مع الأخ خريستو المرّ، وعنوانها “مسؤولية الانسان في هذا العالم”. تقسمّ المجتمعون الى لجان وناقشوا بعض الآيات، التي ان اخرجت من سياقها تفيد بان الانسان يجب ان لا يهتمّ بشؤون هذا العالم. وأظهرت نقاشات المجتمعين ومداخة الأخ خريستو بأنّ صلاة يسوع إلى الآب كانت بأن لا يأخذهم من العالم لكن بان يحفظهم من الشرير (يو 17: 15)؛ وبأنّ حقيقة رسالة الرب يسوع كانت بان نهتم بأخوته الصغار بوجودهم المتجسّد في هذا العالم من اي جنس أو طائفة كما نفهم من مثل السامري الشفوق الذي كوّن قريبه بصنع الرحمة معه، في وجودهم في هذا العالم. هكذا فأولويّة حياتنا الروحيّة مع الله هي أولويّة كيانيّة وليست زمنيّة، أي بأنّ حياتنا الروحيّة هي في النهاية حياتنا كلّها في هذا العالم، بأبعادها جميعاً، مُعاشة في الروح القدس. هكذا ينبغي ان نفهم الحياة الروحية، أي الحياة مع المسيح، التي تكتنف ليس فقط الصلاة والصوم والبعد الطقوسيّ، وإنّما أيضاً كلّ الأبعاد الأخرى كالصداقة والزواج والرهبنة والإرشاد الروحيّ والعلوم والخدمة والاقتصاد والسياسة، إلخ….هناك خطران إيمانيّان يتهدّدانا كمسيحيّين: الأوّل هو الانغماس في هذا العالم ونسيان الله، ممّا يجعلنا على شاكلة هذا العالم، من هذا العالم (مخالفين بذلك الرؤية القائمة في صلاة يسوع)؛ والثاني هو الهروب من هذا العالم في نوع من أنواع المونوفيزيّة، في طهريّة تتنكّر للعالم المخلوق والمفتدى والقائم بيسوع في قلب الثالوث.photomina-mou2tamar 3an l ensan 3


الجلسة الثالثة كانت مع الدكتور جورج معلولي، الذي عرض بطريقة شيّقة، كيف الانسان وحدة كيانية، مستندا الى ايات من الكتاب المقد283545_10150249065047056_572617055_8129908_2457693_n 1س ( ابتهجت روحي، ارتجفت عظامي) والى تكوين الانسان البيولوجي، ووظائف الدماغ الداخلي والقشري. فكل تقسيم بين جسد وروح هو من تسربات الفلسفات اليونانية. واذا تكلمنا عن امور
روحية، فهو تعبير عن امور لا ترى بالعين، و الحقيقة انه في كل الحالات التي يمر بها الانسان، يشترك بها كيانه كله. اختتم نهار السبت بسهرة صلاتية، تخللها تلاوة مزامير، قطع طقسيّة، مقاطع أبويّة، وصلوات عفوية، صادرة من القلب، استوحاها الشبان من وحي جلسات المؤتمر.
توّج المؤتمر بالقداس الالهي في رعية المحيدثة، وتناول الجميع من الكأس الواحدة.  وشاءت المصادفة ان الرعية كانت تحتفل ب ٢٠٠ سنة على رسم مخاييل الكريتي إيقونة مار جرجس، التي هي شبيهة كثيرا بايقونة مارجرجس الميناء،  فمخائيل الكريتي هو من رسم الاثنتين

وكذلك العديد من كاتدرائيات أنطاكية، كما قال الاب ملحم في عظته.

تخلل المؤتمر نزهات ممتعة، وسهرات مسلية، و العاب شيقة بالماء والبالونات, كل ذلك جعل المشاركين يتمنون لو استمر هذا  اللقاء لوقت أطول.  أخيرا وليس آخراً، وّزع على المشاركين كتب ريمون رزق الجديدة الصادرة عن تعاونية النور، كتذكار من المؤتمر.285196_10150249072527056_572617055_8129976_7586020_n   285549_10150249079517056_572617055_8130155_834718_n
ولا بد من رفع نخب الشبّان الاربعين المشاركين، لما اظهروه من حيويّة وتوقّد في العقل والقلب، وكما نقول  بالميناوية: ” كاس الشباب الطيبة”.229709_10150249070707056_572617055_8129964_3901462_n

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share