مركز طرابلس يحيي الذكرى السبعينية للحركة

mjoa Monday March 19, 2012 102

mjo 70 tripoli 4

تحت عنوان ” سبعون عاماً …. والشعلة تنتقل من جيل الى جيل” أحيت تحت عنوان ” سبعون عاماً …. والشعلة تنتقل من جيل الى جيل” أحيت حركة الشبيبة الارثوذكسية مركز طرابلس ذكرى تأسيسها في حضور متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس أفرام كرياكوس ومتروبوليت جبل لبنان المطران جورج خضر، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي وعميد معهد اللاهوت الاسقف غطاس هزيم، الارشمندريت ديمتري منصور، رئيس دير رقاد السيّدة – بكفتين الارشمندريت طوني الصوري، الامين العام للحركة ابراهيم رزق، والامينين العامّين السابقين شفيق حيدر ورينيه أنطون، رئيس مركز طرابلس عماد الحصني وممثلين عن مراكز جبل لبنان، عكَار، البترون ووفد من مركز بغداد والكويت الناشىء برئاسة رئيس المركز الأب جوزيف عرب (وقد حضروا من الكويت خصيصاً للمشاركة في الاحتفال)، وحشد من الكهنة والحركيين.

بدأ اللقاء بصلاة الغروب في دير سيدة البلمند البطريركي عند السادسة مساءً قبل أن ينتقل الجميع الى مسرح الزاخم في حرم جامعة البلمند حيث تقبّل مجلس المركز التهانيء قبل أن يبدأ الحفل الخطابي الذي إستُهل بصلاة افتتاحية ثم كلمة ترحيب وتعريف من الانسة ساندي عبد النور من فرع طرابلس تناولت فيها دور الحركة النهضوي في الكنسية وفي المجتمع، مؤكدة ان هالة الحركة لن تسقط لانها تستمدّ شعاعها من الروح القدس.
mjo 70 tripoli 6وحول “الشبيبة والالتزام” كانت كلمة للانسة ساندي نصر من فرع قلحات والشاب اديب توما من فرع الميناء دعوا فيها الى تحصين الحركة وتعميم اهدافها ليسمو الجميع بها لانها تعكس صورة المسيح الذي هو الغاية الاولى والاخيرة.
وعن “آفاق انطاكية” تحدث امين عام الحركة المحامي رزق مشددا على ان مطلقي النهضة في الحركة ما تخلّوا عنها وما زالت الشعلة تنتقل من جيل الى جيل.
واستعرض رزق بدايات تأسيس الحركة، والمراحل التي مرت بها، والصعوبات التي واجهتها، معتبرا ان لا سبيل لتحقيق اهداف الحركة الاّ بإحترام رأي الاخر، والتمسك بفضائل الانجيل.
كما دعا الى رفض أي شكل من أشكال هيمنة روح الطائفيّة أو الطبقية على القرار في كنيستنا أو صبغ الكنيسة بصبغة أخرى غير صبغة المصلوب. فنحن أرثوذكسيون نؤمن أن الكنيسة في التاريخ يعبّر عنها قديسوها لا الخاطئين فيها لذلك لا يحق لنا أن نقول بقداسة الذهبي الفم ونسلك أو نتعايش مع أي سلوك في الكنيسة أو خارجها يقتضي بمضطهديه سواء في تعزيز الوجاهة أو محبّة الفضة أو نبذ الفقراء أو في تكريس المجد الباطل. وختم: نحن بحاجة اليوم ان نمزج همّة الشباب بحكمة الشيوخ فنكرّس بذلك الوجه المشعّ للجماعة الحركية، ونكون خير شهود لكنيسة لا عيب فيها.
ثم كانت كلمة لمتروبوليت جبل لبنان المطران جورج خضر وهو أحد ابرز مؤسسي حركة الشبيبة الارثوذكسية، ذكّر فيها بحادثة حصلت معه في اللاذقية عام 1942 وهو يؤسس فيها فرعا للحركة، عندما سأله ارشمندريتا مثقفا “من خوّلكم الاذن للتعليم”؟ فاجابه: “جرن المعمودية”. ولفت الى انه مؤخرا صدر كتاب فيه مقالات مهمة تبين ان العلمانيين الراسخين في محبة يسوع مؤهلون للتعليم، ما لا يلغي اطلاقا صلاحيات الكهنة في ذلك، قائلاً:” لم نقم مرة مواجهة بين العلمانيين والاكليروس، بل كنّا على تعاون معهم.”
واضاف المطران خضر:” لقد اعتدنا منذ سبعين سنة على سماع التهمة الموجهة الينا اننا فئويون، في حين ان الكنيسة من غير الممكن ان يكون فيها فئوية او تعصب او تحجر او تشكيل مجموعة مقابلة لاخرى، فهذا لم يرد في تاريخ المسيحية، انما ما ورد في تاريخها ان الروح القدس حرّ بأن يُنشئ مجموعات لها صبغتها، وروحها، وحريتها في المسيح. اذ ان القديس انطونيوس الكبير عندما ترك منزله وقاده الروح القدس الى البرية لم يأخذ الاذن من مطرانه، انما هناك حرية في المسيح تلزمك على الكلام مع المحافظة على استقامة الرأي والسلوك.
وسأل خضر : هل انحرفنا عن استقامة الرأي؟ أي انسان في الكنيسة يمكن ان يلومنا اذا انحرفنا، انما لا اريد ان اتهم احدا ان هناك تحزبا ضدنا او رغبة في الغائنا، لآن في ذلك الغاء الذين رؤوا خلال السبعين سنة ماضية حتى اللحظة الحب، والذي يلغي الحب يكون مبغض وهذا لا رب له. لاننا عندما نتكلم عن المحبة نتكلم عن المسيحية كلها فيها.
واضاف: لم نقل كلمة واحدة على ما اذكر اننا اقدس من هذا او ذاك، وعندما تحدثنا عن ضعف التقوى في شعبنا، عن قلّة المعرفة في اوساطنا، عندما كنا نخشى ان يُنهك الجهل اعضاءنا، متحدياً كل من يعرف القراءة ان يبرهن ان هناك انتقادا لمطران باسمه، لانه غير موجود.mjo 70 tripoli 3
وشدد على عدم تبنّي اي انتقاد شخصي لسلوك اي واحد في كنيستنا، من هنا اما نحن في سوء تفاهم فلنعود بالنقاش الى التفاهم، او اننا صرنا اشرارا ومتحزبين وعندها الغونا فنفرح، انما ثبّتوا اننا جهلاء واعداء للارثوذكسية واعداء للسلطة التي نجل. ودعا الى التخلص من هذه التهمة، فانالا اريد ان ادين كي لا ادان، ولنبحث بصدق وتواضع، ولا احد يطلب منكم الاعتراف بان الحركيين قديسين اما المطلوب منكم دراسة ادبيات الحركة منذ 70 سنة ورؤية ما اذا كان فيها انحرافا عن استقامة الراي.
أضاف:” تعالوا الى الحب واغفروا لنا ان اخطأنا بالقول او بالفعل، فنحن نجثوا امام كل الناس لغفران خطايانا، انما لا نتنازل عن الرؤية لانها نزلت علينا، ومن منكم يفكّر انها ليست رؤية نزلت من الروح القدس ليترك الحركة اليوم وليس غدا.
وتابع متسائلا:”كيف مررنا بكل هذه المشقّات وبقينا 70 سنة؟ ليس في نفسي مرارة انما حزن ارجو ان اتجاوزه، ورجائي الى الله قبل ان اموت، وقد اصبحت الان مسنا، ان يصالحنا مع الذين لم يشاهدوا الرؤية حتى يفرحوا بما فرحنا نحن به. ولن اسرد الان كيف كانت الكنيسة قبل 70 عاما، نريد نسيان خطايانا وخطايا الناس، ولم اكن لاصعد على هذا المنبر لو كان عندي ادنى شك بعمل الروح القدس في كنيسته في انطاكية.
ولفت اني اشهد للحركيين بعدما راقبتهم 70 سنة انهم سعوا ويسعوا او سوف يسعون ليظلوا حاملين الكلمة فقط أي يسوع، ونطلب بتواضع وبلا ادانة احد ان يشهد للرؤية، وان يغفر لنا اذا اخطأنا كبشر، فحثونا على الا نخطئ، اعيدونا للطريق الذي رسمناه، ونحن نصغي الى كل كلمة حق قيلت لتعالجنا اذ لا احد يواجه الكنيسة ويعيش لان الكنيسة هي الحياة.
في الختام دعا الى التواضع والطاعة الصادرة من القلب لبعضنا البعض ولرؤسائنا الروحيين، معاهدين انفسنا على فضيلة الاتضاع والتواري عن الوجود، انما لن نتوارى عن الكلمة لاننا استلمناها في جرن المعمودية الذي لن نخونه.
ومن ثم كانت كلمة للمطران إفرام كرياكوس الذي وصف الذكرى بالمؤثرة اذ نعي فيها اننا جئنا من هذه اللحظات التي دعانا الرب للتكريس لها، فنستعيد الواجب بان نزهد بكل ما في الدنيا ونتبعه، كما فيه استعادة لمعموديتنا وتفعيل لها.
وشدد كرياكوس على نسيان ما ورائنا والتطلع الى الامام، فان الحياة الحاضرة ما هي الا عتبة لدخول الابدية كل يوم، كل لحظة تلخص الحياة كلها، ماذا يلهمنا الروح الالهي اليوم بالذات، انه واحد امس واليوم وغدا.
وشكر الله لاستمرار الحركة بعد مرور 70 سنة على تأسيسها وهي بعد تمثّل الى حد بعيد مرجوات الشباب في الكنيسة في عالمنا اليوم. ولكن من الذي ينقل اليوم كلام الرب الى الكنائس؟ من الذي يتنبأ بكرم الرب في هذا العالم المتألم المشرذم الضائع المتسارع في دروب بعيدة عن مقاصد الله؟ من الذي ينير ويجذب الشباب المأخوذ بعالمه الغريب الجديد من نوعه، وكأنه عتيد في ان يسلك سلوك الانتحار.
وختم: “الحمل ثقيل فهل الحركة بمقدورها القيام به؟ يبقى الايمان كبير بتوفير الرجاء والكنيسة باقية الى الدهور. والدور النهضوي يبقى لكل من يتجرأ اليوم ان يفضح العالم المعاصر ويقول المسيح هو كل شيء في هذه الدنيا، والمسيح القائم هو السبيل، والدواء الشافي يبقى ان نجد الشاهد والشهيد له.
وتخلل الحفل أناشيد من وحي المناسبة أدّتها جوقة فرع السامرية، ووثائقي قصير خاص بالراحلة ميرنا غازي لمناسبة الذكرى الثالثة لغيابها اعدّته ميراي مكاري، بالاضافة الى مقتطفات مصورة من لقاءات ونشاطات حركيّة قديمة وحديثة.

والرب يقوينا لخدمة إسمه القدوس

mjo 70 tripoli 5 mjo 70 tripoli 7
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share