لا استكانة في الجهاد الروحي – المطران بولس (بندلي)
من وحي لقاء تعليم الترتيل الكنسي المنعقد في رعية الحميره
في عشية عيد تجلي ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح على طور ثابور التقينا مع شباب وشابات أتوا من رعايا عديدة ليتعلموا الترتيل وأتاهم أحباء من دمشق مركز الكرسي الأنطاكي المقدس حيث إمام أحبارنا غبطة أبينا البطريرك أغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام الذي يتعب كثيراً لخدمة النفوس وتغذيتها بالكلمة الإلهية أطال الله بعمره الى سنين عديدة وحفظه ذخراً حياً لنا وللعالم.
التأم الشباب لكي يتعلموا التراتيل على أصولها وأدت المجموعة ترتيلاً جميلاً جداً رفعنا الى الجبل المقدس حيث تجلى الرب فكانت المناسبة تجلياً حقيقياً أمامنا.
التجربة تكمن في الاستكانة -ان بطرس عندما رأى الرب متجلياً أمامه قال: يارب حسن أن نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا.
ارتاح ورفيقاه للمنظر الإهي وكأنه صمَّم أن يبقى هناك لكي يستمتع بالرؤيا التي كان يشاهدها -صوت الآب ذكره ان الابن الحبيب المتجلي أتى بكلمات الحياة ولذلك لن يتوقفوا عند التجلي، انهم مدعوون أن يتابعوا المسيرة التي يقويها الاستماع الى كلمة الله للعمل بها، ولذلك طلب اليهم أن ينزلوا من الجبل لكي يرافقوا الرب حتى آلامه وموته وقيامته فيكرزوا للعالم إنه بالحقيقة شعاع الآب.
فيا أيها الأحباء، عندما نعطى تعزية كهذه فلا نستكِنّ -اننا مدعوون أن نأخذ منها دفعاً جديداً لنتابع الطريق فنصل عبر الجهاد الروحي المتواصل الذي ليست مهادنة فيه الى ما لم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على بال بشر ما أعده الله للذين يحبونه- ألا أهلنا الله الى هذه المشاركة الإلهية والى النور الذي لا يغرب. آمين.
العدد 32 – في 8 آب 1999
ألأحـد العاشر بعد العنصرة