“من مثل الله” – المطران بولس (بندلي)
غداً في الثامن من شهر تشرين الثاني تعيد الكنيسة المقدسة لرؤساء ملائكة قديسين بينهما ميخائيل واسمه يعني “من مثل الله”
انني أدعو نفسي واياكم أن نتأمل بهذا الاسم ومعناه!
في عالم لا يزال حتى يومنا هذا، وسيبقى كذلك، يُقَدِّم لنا “آلهة” بديلة عن الله وكم هي كثيرة ومتعددة الوجوه! يُقَدَّم الانسان بديلاً عن الله، لأن الانسان ضعيفاً واذا استسلم لضعفه يصبح مغروراً بنفسه، ينسى ان قيمته الحقيقية أعطيت له من خالقه الذي وهبه صورته ومثاله لكي تكون له بذلك قيمة تفوق كل ما يستطيع أن يتصوره فيتحول في مسعاه الى المخلوقات فتستعبده ويظن في ذلك انه تحرر من قيود الله في الوقت ان هاجس الله هو أن يحرره من “الاستعباد لذاته” او “لأي مخلوق آخر”، واهباً له حرية حقيقية تفوق كل آماله لأنها “حرية أبناء الله” اذا شاءها لنفسه بملء ارادته المحصَّنة بالنعمة الإلهية، فتعطيه أن يصل الى ملء قامة المسيح الإله المتجسد، الذي بيع لكي يحرَّره والذي صلب لكي يشتريه من عبودية الخطيئة.
أيها الأحباء، يجدر بنا أن نفكر بهذه الأمور -نحن في العالم ولا نستطيع أن نشاكل هذا العالم أي أن نجاريه في شهوته فنهلك بها نحن الذي مات الرب وقام من بين الاموات لكي يعتقنا- ينبغي أن نفكر بهذا الاسم لكي نأخذ عهداً على أنفسنا بالاّ نقبل أي إله غير إلهنا الصانع السماء والأرض الذي جبلنا بفعل محبته التي لا يمكن وصفها وتحننه الذي لا يستطيع أحدٌ أن يسبر غوره. حذاري أن نستسلم لأية عبادة غير عبادة الله. نستطيع أن نمر في صعوبات حقيقية يومية ومن كل نوع -يبقى إلهنا ملجأنا ولن يتركنا مهما تأزمت الاوضاع- لا نقبلَنَّ ببديل عنه الله عوننا ولن يتركنا أبداً. لنثق به ولنتكل عليه -هو وحده القادر على اغاثتنا وكما مدَّ يده لبطرس الذي أخذ يغرق عندما لم يعد ينظر الى الرب يسوع فنشله من الماء هكذا ينشلنا جميعاً اذا ما قلنا له: الى من نذهب يا رب، عندك كلمات الحياة -يا رب نجنا لأن ليس لنا في الشدائد والاحزان “سواك”.
أنت يا رب ارحمنا وارحم العالم أجمع، ارحم كنيستك المقدسة قوِّ رعاتها وخدامها وابناءها، ارحم بلدنا واعن من اؤمِّنوا على قيادته وارح ابناءه وبارك عائلاته لكي ينظر الجميع الى محبتك الفائقة أنت الإله الرحوم والمحب البشر ويرفعوا لك المجد والتسبيح والشكر الى أبد الدهور. آمين.
العدد 45 – في 7 تشرين الثاني 1999
الأحــد الثالث والعشرون بعد العنصرة