نرتل لنصلي ولا نصلي لنرتل – المطران بولس (بندلي)
في وحي أمسيات تراتيل وأناشيد
في الأسبوع الماضي أُعطينا نعمة عظيمة! لقد استمعنا الى أولاد وصبايا وشباب ينشدون بكل نشاط ومحبة سنهم الفتية لدرجة أننا تخيلنا اننا في السماء لا على الأرض حيث تتجاذبنا الرياح دون هوادة فتحولت الألحان الى أجنحة ملائكة ترفع عقولنا وقلوبنا لنضعها فوق.
يوم الثلاثاء في السابع والعشرين من تموز أتت مرمريتا كورال (جوقة) طرطوس التي يعود الفضل الحميم في تأسيسها لأخينا الحبيب سيادة المطران باسيليوس أسقف طرطوس وصافيتا وما يليهما وكان هذا اليوم عيد شفيع كنيسة الرعية القديس المعظم في الشهداء والطبيب الشافي بندلايمون، أتت هذه الجوقة وأنشدت وأبدعت أمام كنيسة غصّت بالمؤمنين، فتباركت يدا رئيس الكهنة الغارس دائماً في حقل الرب وأنمى الرب الزرع الذي يسقيه بدموع عينيه.
أما في يوم الأربعاء في الثامن والعشرين من تموز فكانت ظاهرة تمجد الله، ففي ساحة دير القديس جاورجيوس البطريركي -الحميراء، في ساحته الخارجية الواسعة التقى الأحباء لاحياء حفل اختتام دورة تعليم الترتيل للمستويات الثلاثة التي أُقيمت منذ التاسع عشر من هذا الشهر في الدير المبارك الذي نفتخر ببركة امام أحبار الكرسي الانطاكي المقدس البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام الذي يتعب كثيراً من أجل خدمة الكلمة وهو الآن في زيارة رعائية لأبرشية أميركا الشمالية، بأننا سمعنا تعبيراً حياً للجهود الكبيرة التي يبذلها سيادة أخينا الحبيب المطران يوحنا أسقف الحصن ورئيس هذا الدير البطريركي المبارك مع رهبنته النشيطة في حقل الرب بنعمة القدوس الذي نذروا له أنفسهم وحياتهم فتباركت يدا رئيس الكهنة الغارس دائماً في حقل الرب وأنمى الرب الزرع الذي يسقيه بدموع عينيه. سمعنا الأناشيد والتراتيل مقدمة لنا من أبرشيات متعددة جمعتها نعمة الروح الكلي قدسه -وقد باركنا في هذا الحفل سيادة الاخ الحبيب المطران جرجس (أبو زخم) الوكيل البطريركي الجزيل الاحترام ممثلاً صاحب الغبطة رئيس رعاتنا.
فرحنا كثيراً وقضينا مع الجمهور الوفير العدد ساعات لا تُنسى أبداً.
انما ما أحسسنا به بنوع خاص هو ما ذكّرنا به الاخوة الأحباء المشتركون في تقديم هذه الأمسيات -ذكّرونا بالسفينة الروحية التي تنقلنا الى قلب الله حيث نحن مدعوون أن نكون ويحصل ذلك بالمحبة التي لا تطلب ما لنفسها بل تطلب دائماً ما هو للآخرين ولذلك لا تسقط أبداً.
وذكّرونا أيضاً أننا “نرتل لنصلي ولا نصلي لنرتل” أي أن الترتيل مهم جداً في غايته التي هي الصلاة.
مناسبتان فرحنا بهما فرحاً كبيراً. الا جعل الله “فرحه” راسخاً فينا لكي لا ينزعه منا أحد. آمين.
العدد 31 – في 1 آب 1999
الأحـــد التاسع بعد العنصرة