بين ميلاد العذراء وصليب ابنها الالهي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 63

بين ميلاد العذراء وصليب ابنها الالهي – المطران بولس (بندلي)
اليوم تودع الكنيسة المقدسة عيد ميلاد العذراء الكلية القداسة وقد أنشدنا لها قائلين: “ميلادك يا والدة الاله بشّر بالفرح لكل المسكونة لأنه منك أشرق شمس العدل المسيح الهنا، فحلّ اللعنة ووهب البركة وأبطل الموت ومنحنا حياة أبدية”.

وبعد غد في الرابع عشر من أيلول نعيّد لعيد رفع الصليب الكريم، صليب ربنا والهنا وخلصنا يسوع المسيح… وعلى هذا الصليب الذي رُفع عليه “رب المجد” تحقق ما ورد في الطروبارية المذكورة فيما يتعلق بالتدبير الخلاصي -فإشراق الاله الالهي من العذراء الكلية القداسة أنار البشر الثاوين في الظلام لأن الشمس التي لا تغرب أبداً والتي حملت العدل الالهي الدافع للابن الوحيد للآب أن يأتي ليفتدي الانسان المخلوق على صورته اذ أن “العدل” كان يوجب أن يموت الخاطئ كي يكفّر عن خطيئته لأن “أجرة الخطيئة هي الموت” فجاء ابن العذراء الذي لا عيب فيه ومات عن الخطأة. وهكذا انحلّت بصليبه لعنة الأم الأولى وكل ذريتها عندما ارتضى الاله الذي قبل الدهور أن يولد على أرض الظلمة التي نحن فيها من حواء ثانية هي مريم الدائمة البتولية والتي أصبحت هكذا أماً للجنس البشري بأسره. ولم يكتف بحلّنا من اللعنة القديمة، اللعنة الناتجة عن المعصية، ولكنه اذ صار لعنة من أجلنا على الصليب، وهبنا موهبة الروح القدس محققاً البركة التي وعد الله قديماً أبا الآباء ابراهيم بأنه من “نسله” أي الرب يسوع ستتبارك “جميع الأمم” دون تمييز.
واذ مات ابن الله المتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء على الصليب أبطل الموت المسيطر على الجنس البشري وداس الموت بموته فأعطانا الحياة الأبدية.
أيها الأحباء نحن مدعوون أن نأتي الى صليب الرب قائلين: “لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد” فإذا ما أخذنا أوراق الغار أو الأزهار من على الصليب المزيّح بيننا كعلامة للانتصار العظيم على الموت نتسلح بهذا الصليب صارخين:
يا من ارتفعت على الصليب مختاراً أيها المسيح الاله امنح رأفاتك لشعبك الجديد المسمى بك وفرّح بقوتك عبيدك المؤمنين مانحاً اياهم الغلبة، لتكن لهم معونتك سلاحاً للسلام وظفراً غير مقهور. آمين.
العدد 37 – في 12 أيلول 1999
الأحـــد قبل رفع الصليب

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share