بولس وحنانيا – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 313

بولس وحنانيا – المطران بولس (بندلي)

في الأول من تشرين الأول عيّدت الكنيسة المقدسة للقديس حنانيا الرسول بلإضافة إلى القديس رومانوس المرنم.
أما حنانيا فاسمه مرتبط باهتداء الرسول بولس اذ يقدمه لنا سفر أعمال الرسل انه كان تلميذاً للرب يسوع مقيماً في دمشق واذ بالرب يناديه في الرؤيا قائلاً: “يا حنانيا” فيجيب “نعم يا رب” (أعمال 10:9) فالتلميذ يقظ مستعد لطلب الرب منه -واذ به يكلفه بأمر يستصعبه اذ يقول له أن يذهب إلى الشارع المعروف بالمستقيم، الذي يمر اليوم أمام دار بطريركتنا العامرة في دمشق حيث يقطن غبطة أبينا البطريرك أغناطيوس الرابع الكلي الطهر والجزيل الاحترام، ويطلب اليه أن يسأل هناك عن شاول (بولس) الذي تصفه الآية الأولى من الاصحاح التاسع في أعمال الرسل انه “كان ينفث صدره تهديداً وتقتيلاً لتلاميذ الرب” والقاصد دمشق ليعتقل هناك الرجال والنساء الذين انتموا إلى المسيح يسوع – انها لمهمة صعبة جداً يكلف بها حنانيا والرب في الرؤيا لم يُسكت حنانيا الذي كان يعرض تخوفه ثمن يكلفه بالذهاب اليه- الرب يتقبل أن يقيم الحوار مع حنانيا وبعد أن وصف لحنانيا انه يرسله إلى بولس الذي كان “يصلي” يجيبه حنانيا عارضاً تخوفه، فيؤكد الرب ان بولس اختير منه ليكون رسولاً له مضيفاً ان “سيريه كم يحب أن “يتحمل من الآلام في سبيل اسمه”.

وينطلق حنانيا لكي يقوم بالمهمة التي ظنها بتفكيره البشري انها مستحيلة، ينطلق متكلاً على من يعطيه القوة والشجاعة ويدخل البيت الذي كان بولس فيه ويضع يديه قائلاً: يا أخي شاول أرسلني إليك الرب يسوع الذي ظهر لك وأنت في الطريق التي جئت منها” ان حنانيا يقدم الرب انه هو الذي ظهر لبولس في الطريق.
وكان بولس قد سأل لدى حدوث الرؤيا: “من أنت يا رب؟” فكشف له الرب هويته وها حنانيا يعرّف  عنه “انه هو الذي ظهر له في الطريق”…
يا لتحنن الله الذي لا يوصف -انه الطريق والحق والحياة كما أعلن ذلك… وها هو يظهر لشاول (بولس في الطريق… وها حنانيا يتمم ما أمره به الرب معرّفاً عنه بولس انه هو الذي ظهر له في الطريق… يسوع الذي هو الطريق يرافق الإنسان الذي افتداه وهو في الطريق، في طريق حياته. نذكر كيف ظهر لتلميذي عمواس في الطريق وكان يشرح لهما الكتب لكي يقودهما للسجود مع بقية التلاميذ الى التعرف اليه ناهضاً من بين الأموات.
هل نحن مستعدون أن نقبل به ملاقياً ايانا في طريق حياتنا، أم تُمسك أعيننا فلا نعرفه لأن ضبابية هذا العالم كثيراً ما تعمي بصرنا الروحي لكن لا بد من “حنانيا” يأتي إلينا مرسَلاً من الله ليقول لنا: ان الرب هو في طريقك، فلا تخف منه، اقبله وهو سيفتح عينينك لتراه…
هل نحن مستعدون أن نتجند لنقول للآخر ان يسوع يلاقيك في طريقك دائماً، انه الطريق والحق والحياة لا بد من خوف يسيطر علينا ولكن الرب حاضر يقوينا لنقول لكل انسان: يا أخي انتبه، ربك الذي خلقك، هو على دربك في كل من تراهم وتضعهم عنايته الإلهية في طريقك -ثق به انه الطريق والحياة ويعطيك بنعمته حياة إذا سندتها عليه لن تخشى هذا الدهر ومخاوفه، فأنت غالب إذا اتكلت عليه ومن يغلب يعطيه الرب الاكليل الذي لا يذبل اكليل الذين يجاهدون في محبته جهاداً يصبح حقيقياً وحياً به له الكرامة والسجود إلى الأبد. آمين.     

نشرة البشارة
العدد 40 – في 7 تشرين الأول 2001
الأحد الثامن عشر بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share