رسالة فصحية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 28, 2017 641

رسالة فصحية – المطران بولس (بندلي)

الى قدس الآباء الكهنة والشمامسة الورعين وأبنائنا الأحباء في أبرشية عكار وتوابعها.

بمناسبة عيد أعيادنا وموسم مواسمنا، عيد قيامة ربنا يسوع المسيح الناهض من بين الاموات دائساً الموت بموته، وواهباً الحياة للذين في القبور، أنقل إليكم تهاني أبينا ورئيس رعاتنا غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطهر والجزيل الاحترام، داعياً لكم مع أخويّ المطران يوحنا والمطران باسيليوس أن يحفظكم الرب بنعمته سالمين ومعافين ومتمتعين بكل قوة من لدن غالب الموت إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح له الكرامة والسجود الى أبد الدهور آمين.

أيها الأحباء جداً في الرب، في المراحل الدقيقة التي نمر فيها في لبنان الحبيب، في الوقت الذي كثيراً ما نحن معرّضون الى اليأس المظلم الذي يضع حياتنا، وحياة أحبائنا في مهب الريح ونحن في تساؤل دائم عن نجاتنا من البؤس والضيقات، يبقى سؤالنا الاساس من ينجينا من صعوبات جسيمة تهدّ الهمم، وتقود الى القنوط والاحباط، وتدفع الى موت معنوي أكيد مواطني بلد، لأبنائه حق أن ينعموا وعائلاتهم بسلام حقيقي، وبكرامة عيش، تضمن لهم كرامة خلقهم الله على أساسها؟

في عيدنا الحاضر يرتسم أمامنا قبر ارتضى أن يوضع فيه كميت، من هو الحياة، كما رتلنا في خدمة جناز المسيح قائلين: “يا يسوع الحياة في قبر وضعت”، وكما في الخدمة نفسها سمعنا هذا الكلام: “هلموا نشاهد حياتنا موضوعاً في قبر”، وبعد أن وضع “الحياة” في قبر، دحرج حجرٌ عظيم على باب هذا القبر-لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد- فبقيت نساء “ضعيفات” حسب مفهوم العالم، ينظرن “أين وضع” لأنهن كن عازمات أن يتجاوزن الضعف البشري، وأن يقصدن لوحدهن”قبر الرب يسوع” كي يطيبن جسده المقدس إذ نرى كيف أنهن ذاهبات مجدات نحو الرب غير آبهات بأن حجراً عظيماً جداً موضوع أساساً لكي تستحيل مهمتهن، ومع ذلك تابعن سيرهن وهن يتسائلن “من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟”

فوصلن وإذ بالحجر العظيم جداً مدحرج وملاك الرب يعلن لهن: “أن يسوع الناصري المصلوب الذي أتيتن تطلبنّه في قبر ليس هو ههنا لكنه قد قام!” وكلفن حينئذ بالذهاب الى التلاميذ الرجال وأن يقلن لهم “أن المصلوب الذي لم يجب على تحديات صالبيه ولم ينزل عن الصليب (وكان قادراً على ذلك لو شاء) بل شرب الكأس كاملة ومات على الصليب مسلماً الروح ووضع في قبر جديد وها هو يقوم من بين الأموات بسلطانه الالهي الكامل ويعطي المائتين القيامة فيصبح تأكيداً لرجاء قيامة الموتى كلهم نعلنه في دستور إيماننا.

أيها الأحباء، إن الحجر الذي يحجز ورائه بلدنا وأبناؤه بسبب تضارب مصالح البشر لا بد إلاّ وأن يدحرج الحجر عن باب قبره فنعلن رجاءنا الأكيد بقيامة لبناننا وأبنائه، فمهما كان الحجر عظيماً، إن الله لن يتركنا فريسة للموت. إن إلهنا المتجسد قام من بين الأموات، ولنا الثقة الكاملة بأنه يقيم بلدنا، ويقيمنا معه. فلنتشجع ونثق بقوة الله القادرة أن تحيي العظام المسترخية، وإله السلام، وأبو المراحم، المنتصر على الموت، ليكن معكم، ويحفظكم مع عائلاتكم ورعاياكم، لنصرخ جميعاً قائلين: المسيح قام! حقاً قام!

نشرة البشارة

الأحد 27 نيسان 2008
العدد 17

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share