عطية الله – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 28, 2017 712

عطية الله – المطران بولس (بندلي)

“لو كنت تعرفين عطية الله!… لو كنت تعرفين الذي يطلب منك أن تسقيه ماء! لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حياً” (يو10:4_).

أيها الأحباء، إن الله هو مصدر كل عطية صالحة وموهبة كاملة، وما سمعناه في هذا اليوم المبارك يرفعنا من أرضنا حيث تتخبط المصالح ويُشترط العطاء الى حيث إلهنا المحب البشر، مصدر العطاء الحقيقي المجاني، والذي يعطي نفسه فداء لأحبائه، وكلنا، دون استثناء، نحن البشر، أحباؤه…

ولذلك نرفع أنظارنا الى فوق، ضارعين الى الله أن يعطي بلدنا الحبيب سلامه الحقيقي الذي لا يستطيع لأحد أن ينزعه من المتكلين عليه. نصلي لكي يكون هذا السلام، سلاماً مبنياً على أسس متينة، وهل هناك أساس متين غير الذي وعد به الرب تلاميذه عندما قال: سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم السلام المبني على الخوف من الآخر، بل سلام يتحقق بجسد المصلوب الإلهي الذي هو سلامنا، والذي إمتدَّ على الصليب كجسر متين يربط الإنسان بإله السلام وأب المراحم باسطاً يديه ليضم أبناء الله أجمعين المتفرقين بسبب حيل الشرير الى إتحاد واحد يضمنه الإله القدوس وحده.

نلتمس أيها الأحباء عطية الله لرئيس لبناننا الحبيب والذي منّت علينا به نعمة ربنا، وهو فخامة رئيس البلاد العماد ميشال سليمان -لقد اختبره أبناء هذا البلد قائداً أميناً لجيشنا الباسل المدافع بإخلاص عن كل أرض الوطن الحبيب، والذي حافظ على كرامة أبنائه مضحّياً بأغلى ما لديه، مقدماً حياة شهدائه الأبطال على مذبح أتحد أرضنا بالسماء، فقبل الله القدوس التقدمات الممتزجة بالصلوات الحارة وأرسل لنا نعمة الروح الإلهي المعزي وعاد الرجاء الثابت الى أبناء البلد الحبيب- نسأل إلهنا القدوس أن يبارك رئيسنا ويعطيه القوة والفهم والحكمة، وأن يلهمه القيام بكل خطوة تساعد في تحقيق أمنية قلبه الكبير، ألا وهي وحدة أبناء هذا البلد الحبيب كي يتعزى مع كل المخلصين بانتصار المحبة وهدم الحواجز.

نلتمس عطية الله لكل إنسان في لبنان، كي يشترك الجميع في البنيان الحقيقي لبلد تألم كثيراً، ويرجو أبناؤه أن يعبروا آلام الصليب فتثمر أنواراً حقيقية تحمل لهم تعزية القيامة، وإذا ما رددنا الترنيمة الفصحية: “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور”، نضرع الى غالب الموت أن يدوس موت الأحقاد والتفرقات ويهب لنا رحمته العظيمة المنتصرة على كل شر يهدد حياتنا.

فاللرب المعطي الحياة الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 25 أيار 2008
العدد 21

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share