الفرح في الكتاب المقدّس

mjoa Saturday July 25, 2020 528

كتب الأب ألكسندر (شميمان) يقول: «هكذا يبدأ الإنجيل: «ها أنا أبشّركم بفرح عظيم» (لوقا ٢: ١١) وهكذا ينتهي: «فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم» (لوقا ٢٤: ٥٢). يجب علينا أن نستعيد فحوى ذلك الفرح العظيم. ذلك بأنّ الكنيسة لكونها فرحًا، كانت ظافرة في العالم. وقد أضاعت العالم حين أضاعت الفرح، وكفّت عن أن تكون شاهدة له. بين كلّ الاتّهامات التي اتّهم بها المسيحيّون كان أفظعها الاتّهام الذي وجّهه نيتشه حين قال «إنّ لا فرح لدى المسيحيّين».
وإذا انتبهنا نجد أنّ الكتاب المقدّس مملوء بالفرح، وأنّ الفرح فيه يتّخذ أوجهًا كثيرة:
١- فالدعوة إلى الفرح واردة فيه أوّلاً كمبدأ عامّ أوّل وأخير ودائم: «افرحوا بالربّ كلّ حين وأقول أيضًا افرحوا» (فيليبّي ٤: ٤ و١تسالونيكي ٥: ١٦) و«أخيرًا أيّها الإخوة افرحوا» (٢كورنثوس ١٣: ١١).
٢- وهذا الفرح ثانيًا فرح كامل يملأ الحياة: «ليكون لهم فرحي كاملاً فيهم» (يوحنّا ١٧: ١٣) و«نكتب إليكم هذا ليكون فرحكم كاملاً» (١يوحنّا ١: ٤ و٢يوحنّا ١: ١٢) و«أمّا التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس» (أعمال ١٣: ٥٢) و«تملأني فرحًا أمام وجهك».
٣- ويشترك فيه الجسم كلّه «قلبي وجسمي ابتهجا بالإله الحيّ» و«فروض الربّ مستقيمة تفرّح القلوب» و«لذلك فرح قلبي وتهلّل لساني» و«بشفاه الابتهاج يسبّحك فمي».
٤- بل يشترك فيه الكون كلّه: «من أجل هذا افرحي أيّتها السموات والساكنون فيها» (رؤيا١ ١٢: ٢) و«لتفرح السموات ولتهلّل الأرض» و«تتمنطق الأكام بالسرور، وتكتسي المراعي بالقطعان، وتبتهج الأودية بالحبوب، فيهتفون ويسبّحون». و«ليفرح البحر وكلّ ما فيه» و«الأنهار ستصفّق بالأيادي معًا، والجبال ستهلّل أمام وجه الربّ»، و«حينئذ تبتهج جميع أشجار الغاب قدّام وجه الربّ»، و«لتفرح الحقول وكلّ ما فيها»، و«لتفرح الجزائر الكثيرة».
٥- وكذلك تفرح الجموع معًا: «إنّ سكنى الجميع فيك سكنى جموع تتهلّل»، و«لتفرح الأمم وتتهلّل»، و«لتبتهج ويفرح بك جميع الذين يبتغونك»، و«هلمّوا نبتهج بالربّ»، و«فرحًا مع الفرحين» (رومية ١٢: ١٥).
٦- والفرح بالربّ متنوّع: الفرح بك وبخلاصك وبرحمتك وبقوّتك: «وليفرح بك جميع الذين عليك يتّكلون»، و«قلبي يبتهج بخلاصك»، و«أمّا أنا فأبتهج في الغداة برحمتك»، و«بقوّتك يفرح الملك».
٧- الفرح بالضيقات: «لذلك أُسَرّ بالضعفات، والشتائم، والضرورات، والاضطهادات، والضيقات لأجل المسيح» (٢كورنثوس ١٢: ١٠)، و«قبلتم الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس» (١تسالونيكي ١: ٦).
٨- وكثيرًا ما يلي الفرح البؤس والنوح: «فليبصر ذلك البائسون وليفرحوا»، و«أنت حوّلت نوحي إلى حبور»، و«البكاء يحلّ في المساء أمّا السرور فيوافي في الصباح».
٩- الصدّيقون هم الذين يفرحون: «الصدّيق يفرح بالربّ وعليه يتوكّل»، و«أمّا الصدّيقون فيفرحون وأمام اللَّه يتهلّلون»، و«النور أشرق للصدّيقين والفرح لمستقيمي القلوب». فلا بدّ، ربّما، من أن نكون أنقياء القلوب لنفرح بالربّ.
١٠- هذا ما عدا أوجهًا أخرى: كفرح الدخول إلى بيت اللَّه، والفرح في الطمأنينة، وفرح التأمّل، وفرح الملك، وآيات أخرى كثيرة. فيجدر بنا أن ننتبه إليها، ونعيشها قدر الإمكان، حين نقرأ الكتاب المقدّس ونصلّي المزامير، وأن نبتهج بالربّ طول النهار: «ويبتهجون باسمك طول النهار».

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share