القدّيسون الشهداء فيليبس، أسقف هيراقليا مع سايروس الكاهن وهرميس

mjoa Sunday August 20, 2023 144

 all_saintsتسقّف فيليبس على هيراقليا في تراقيا. لمّا أصدر ذيوكليسيانوس قيصر مراسيمه الأولى في شأن الاضطهادات، رفض الأسقف القدّيس أن يغادر المدينة وحثّ المؤمنين على أن يقبلوا التعذيب طوعًا مؤكّدًا لهم أنّ المسيح مسبغ عليهم الصبر ومجلّل إيّاهم بالأكاليل في ملكوته. كان يعظ الجَمع حين أقبل قائد الحرس موفدًا من الحاكم ومزوّدًا بأمر أن يغلق الكنيسة ويختم عليها. بعد ذلك بفترة، إذ كان الأسقف ومؤمنوه مجتمعين ليحتفلوا بيوم الربّ، جرى القبض عليهم واستياقهم إلى أمام القاضي باسوس، الذي ذكّرهم بقرار الإمبراطور الذي يمنع المسيحيّين من عقد اجتماعات طقوسيّة وأمَرَ كلّ رعاياه بالتضحية للأوثان. وأسلَمهم إلى التعذيب وألقى إلى النار بالكتب والأواني المقدّسة. فيليبس لدى سماعه بذلك وكان مدمّى، عزّى المؤمنين. وقبّح عبادة الأصنام أمام القاضي، فأغاظه وأرسله إلى السجن، وكان الحرّاس يضربونه، ولم يبدِ أيّ ألم أو نقمة وكان ينشد المزامير. وخلال أيّام أطلقوا سراح فيليبس ورفاقه الذين اقتبلوا في منزل  بنكراتيوس.  ودعا القاضي الجديد فيليبس وأمَره بالتضحية للأوثان، فقاومه، فعمَد إلى جرّه في المدينة. بقي المعترفون في السّجن، تحت الأرض، سبعة أشهر إلى أن أمر يوستينوس باستياقهم إلى أدرينوبوليس، هناك أيضًا، دعا الحاكم فيليبس إلى التضحية فكرّر قدّيس الله اعتراف إيمانه مؤكدًّا أنّه لا يعبد غير الإله الأزليّ. فسُلّم للجلد. وبقي هادئًا ساكنًا. وأعلن تمسكّه بإيمانه بالله الذي يدين الاحياء والأموات، ثمّ ختم بالقول: “أمّا اليوم فإن الساعة حانت لنبذ دغدغات العالم.” وإذ تحوّل القاضي إلى هرميس محاولاً إقناعه بأنّ الأسقف يحتقر هذه الحياة لأنّه شاخ. فوجده ثابتًا في عزمه. في النّهاية قرّر القاضي أن يُسلم فيليبّس وهرميس للنّار ليكونا عِبرة لمَن يجسر على مناهضة قوانين الإمبراطوريّة. وجرى إعدام ساويروس في السّجن. أُلقيت رفات القدّيسين في النهر فالتقَطها مؤمنون بالشِّباك وخبّأوها في ناحية قريبة من هيراقليا. جرت بها عجائب جمّة. وكان أن تشدَّد المؤمنون وصاروا أكثر استعدادًا لمواجهة وقبول التعذيب والموت من أجل المسيح.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share