تذكار القدّيسة الشهيدة تتيانا (+القرن الثالث الميلاديّ)

mjoa Friday January 12, 2024 223

tatiana عاشت القدّيسة تتيانا في زمن الإمبراطور الرومانيّ ألكسندروس سايروس (225-235 م). كان والدها قنصلًا معروفًا في رومية، وقيل جُعل شمّاسًا في الكنيسة هناك. لم تغوِ الرِّفعة تتيانا ولا مباهج الحياة الدّنيا، فلقد أمضت طفوليّتها في دياميس رومية حيث اعتاد المسيحيّون أن يجتمعوا. وقد وَرد أنّها لمّا كبرت صارت شمّاسة هي أيضًا. رغبة قلبها كانت أن تبذل نفسها لمسيحها حتّى الموت، موت الشهادة. وإذ كانت أمَة الله مجِدّة في الكرازة بالربّ يسوع دون مهابة، جرى القبض عليها وأوقفت في حضرة الإمبراطور. فبعدما كلمّها الإمبراطور بكلام ملِق في محاولة لاستردادها إلى آلهته، رافقها إلى هيكل الأوثان آملًا في أن يجعلها تضحّي لها هناك. أخذَت تتيانا في الصلاة إلى ربّها وإذ بالأوثان تهوي أرضًا وتتحطّم. عظُم الأمر لدى الإمبراطور وشعر بالمهانة فأمَر بها جنده فنزعوا جلد وجهها. وإنّ ملائكة الله جاءت فأعانتها. وقد ذُكر أنّ جلاّديها الثمانية عاينوا الملائكة في نور الله، فاختشوا وامتنعوا عن إنزال العذابات بأمَة الله معترفين بالمسيح نظيرها، فتقدّم الجنود وفتَكوا بهم فأُحصوا في عداد الشهداء القدّيسين. أمّا تتيانا فاستمرّ تعذيبها حينًا. حلقوا شعر رأسها ونزعوا ثديَيها وألقوها في ألسنة اللّهب ثمّ رموها للحيوانات. ولكن لمّا تقضي كلّ هذه التدابير عليها وبدَت الحيوانات المفترسة بإزائها هادئة مسالمة. مع ذلك أمعَن الجلّادون في تحطيم عظامها وتقطيع أوصالها. رغم كلّ شيء بقيت تتيانا ثابتة راسخة في الإيمان لا تتزعزع. أخيرًا عيل صبر الإمبراطور وبدا له كأنّ محاولاته باءت بالفشل ولم يتمكّن من استعادة الفتاة إلى ما كان يرغب فيه. فإنقاذًا لكرامته الجريحة، أمر بقطع رأسها، فتمّ له ذلك وانضمّت تتيانا إلى موكب الشهداء المعظّمين.

طروبارية القدّيسة تتيانا
ملكتِ قوّة الإيمان يا موقّرة، أخزيت المحّال بطرقك الشجاعة الوافرة يا تتياني المجيدة، تحمّلتِ المخاطر وجاهدتِ شرعيًّا للمسيح الإله القادر وبدّدت طرق الشرير الواهية المُدّخرة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share