القدّيس سلمان الصامت

mjoa Tuesday January 23, 2024 225

all_saintsعلى الشاطىء الغربيّ من الفرات بلدةٌ اسمها كابرسانا خرج منها سلمان واختار لنفسه الحياة التوحّديّة. وقد وجد لنفسه بيتًا صغيرًا على الضفّة المقابلة لبلدته اعتزل فيه. لم يترك لنفسه لا بابًا ولا نافذة. كان فقط يفتح فجوة في الحائط في مستوى الأرض، مرّة في السنة، ويتقبّل منه طعامه لسنة كاملة، دون أن يخاطب إنسانًا. جاءه أسقف المدينة وأراد منحه نعمة الكهنوت فهدَم قسمًا من منزل سلمان وعبر إليه ووضع يده عليه. وبعدما أكمل الصلاة وشرح له طويلًا عن النعمة التي نالها، خرج وأمر بإعادة بناء ما انهدم دون أن يسمع من سلمان كلمة واحدة.
وذات يوم جاء أهل قريته وثقبوا صومعته وأخذوه على الأذرع دون أن يبدي لا قبولًا ولا ممانعة. كان كأنّه غير معنيّ بما جرى. فحملوه إلى قريتهم وبنوا له منسكًا وجعلوه فيه. فأقام سلمان على سيرته السابقة لا يكلّم إنسانًا. بعد مدّة جاء سكّان قرية أخرى في اللّيل وثقبوا الصومعة وحملوه إليهم دون ممانعة منه. فكان موقفه موقف من مات تمامًا عن العالم ولسان حاله: “لست أنا بعد أحيا بل المسيح يحيا فيّ” (غلاطية 2: 20)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share