وُلد القدّيس نيوفيطس في لوكاره المقابلة لجبل الأوليمبوس في قبرص عام 1134م. كانت الجزيرة، يومذاك، تحت حكم الصليبيّين. فَرَّ من بيت الوالدَين وهو في الثامنة عشرة لأنّ أبوَيه رغبا في تزويجه عنوة. لجأ إلى دير القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم في جبل كوزوفنتي لأنّه رغب منذ الصغر في الحياة الرهبانيّة. اكتشفه أهله واستردّوه. عادوا به إلى قريته وزفّوه إلى من خطبوها له. في ليلته الأولى، ردّ الخاتم إلى زوجته وفرّ من جديد إلى الدير حيث لبِس ثوب الرّهبنة. جعلوه كرّامًا في أحد أوقاف الدير خمس سنوات. اعتاد، إلى الصلاة والعمل، أن يقرأ المزامير ويبحث في الكتب المقدّسة. نسَك في مغارة في بافوس فأبلى بلاء حسنًا. ذاع صيته فجاءه طلّاب الرهبنة يتتلمَذون على يديه. سيم كاهنًا، واستحال المكان ديرًا. اعتزل نيوفيطس بعد حين ولم يعد ينزل إلى الدير إلّا في الآحاد والأعياد. فيما كان العمل جاريًا مرّة لبناء قلّاية صغيرة، تدحرجت صخرة من أعلى الجبل باتّجاه نيوفيطس فلمّا لامست هدب ثوبه توقّفت. نظم القدّيس خدمة في المناسبة تعبيرًا عن شكره لله وأوعز بالاحتفال بالأعجوبة عيدًا سنويًّا في 24 كانون الثاني، وهو اليوم الذي أضحى عيد القدّيس نفسه لأنّنا نجهل اليوم الذي رقد فيه. خلّف نيوفيطوس كتابات نسكيّة وسنكساريّة ومواعظ.