القدّيس جيراسيموس البيزنطي

mjoa Sunday April 7, 2024 182

all_saintsمولود في القسطنطينيّة والابن الروحيّ لأحد المعترفين الميامين، أغابيوس بوليسماس. هذا أرسَلَه إلى القدّيس مكاريوس كالوغيراس ليدرس في المدرسة التي أسّسها في باتموس. حميّته وتعلّقه بمكاريوس جعلا منه معاونًا لهذا الأخير بعدما استكمل دراسته. اِرتبط الاثنان بصداقة متينة نظير صداقة باسيليوس الكبير بغريغوريوس اللّاهوتي. تحمّلا معًا المَشاقّ والصعوبات التي تعرّضت لها المدرَسة لتستمرّ في تلك الأيّام العجاف. كلّ شيء بينهما كان مشتركًا حتّى بديا روحًا واحدة في جسدَين ولم يكونا بحاجة لأن يكتب أحدهما بمعزل عن الآخر لأنّ ما كان يعبّر عنه الواحد كان إيّاه ما يفكّر فيه الآخر. سيم جيراسيموس راهبًا كاهنًا على دير القدّيس يوحنا اللّاهوتي، فيما بقي مكاريوس شمّاسًا. لا شيء غيّر من اعتبار جيراسيموس مكاريوس أبًا روحيًّا له ومحاميًّا. فلمّا رقد هذا الأخير بالربّ وجّه جيراسيموس إلى أصدقائه رسائل فيها النحيب واليأس على أبيه. تسلّم مسؤولية المدرسة التي ضمّت حوالي مائة طالب وامتُحن بأمراض شتّى كابدها بفرح وثبات. لم يعش بعد وفاة أبيه إلّا ثلاث سنوات. وقد وُجد جسده، فيما بعد، غير منحلّ. مذ ذاك كلّ سكّان الجزيرة أخذوا في إكرامه قدّيسًا وشرعوا يطلبون شفاعته.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share