القدّيس الجديد في الشهداء أحمد الخطّاط (1682م)

mjoa Friday May 3, 2024 191

all_saintsعاش القدّيس أحمد الخطّاط في القسطنطينيّة في القرن السابع عشر. كانت مهنَته كاتبًا للمحفوظات. لم تكن لديه زوجة، كانت له أمَة روسيّة بحسب القانون العثمانيّ وكانت وقعت أسيرة أثناء الحرب الروسيّة – التركيّة، فسقطت محظيّة له. ومع أمَته عاشت أمَة روسية أُخرى متقدّمة في الِسنّ كانت كلتا المرأتَين تقيّتين. كانت المرأة المتقدّمة في السِنّ تذهب للكنيسة أيّام الأعياد وتُحضر معها ماءً مقدّسًا و خبزًا مقدّسًا (ANTIDORON) إلى المرأة الشابّة. وكلّما تناولت الأمَة الشابة من الخبز المقدّس، كان أحمد يشمّ رائحة ذكيّة جميلة تخرج من فمها. كان يسألها ماذا أكلت حتّى صارت رائحة فمها ذكيّة جدًّا، فكانت تجيبه بأنّها لم تأكل شيئًا معيّنًا ولم يخطرعلى بالها أنّ الخبز المقدّس كان السبب. ولمّا زاد إلحاح أحمد أخبرَته الأمَة أنّها قد أكلت الخبز الذي بارَكه الكهنة والذي تُحضره الأمَة العجوز إليها كلّما عادت من الكنيسة. عند سماع هذا، امتلأ أحمد من شوق عظيم لمعرفة بأيّة طريقة كان المسيحيّون يتناولون الخبز وكيف نظام كنيستهم. فاستدعى كاهنًا من الكنيسة العظيمة وطلب منه أن يجهّز مكانًا خفيًّا له لكي يستطيع الذهاب عندما يأتي البطريرك ليخدم القدّاس الإلهي. عند حلول اليوم المعيَّن، لبس أحمد لباس المسيحيّين وذهب إلى بطريركيّة المسيحيّين وتابع القدّاس الإلهي. لكنّ سيّد الخليقة الذي يعرف خفايا القلوب، أضاف إلى العجيبة الأولى عجيبة ثانية لكي تقود أحمد إلى معرفة الحقّ. فبينما كان أحمد يتابع القدّاس وإذ به يرى البطريرك يشعّ بالنور وقد ارتفع عن الأرض عندما خرج عبر الباب الملوكيّ ليُبارك الشعب. وعندما كان يبارك إذ بأشعّة من نور خرجت من أصابعه وسقطت على رؤوس كلّ المسيحيّين إلّا رأس أحمد، تكرّر هذا مرّتين أو ثلاثة، عندئذ آمن أحمد بدون تردّد وأرسل طالبًا الكاهن الذي منَحه المعموديّة المقدَّسة، وهكذا بقيَ أحمد مسيحيًّا في الخِفية لفترة، ولا يعرف اسمه بالمعموديّة. في إحدى الأيّام اجتمع أحمد مع بعض الخواجات، فأكلوا وجلسوا يشربون النارجيلة،  في سياق الحديث تساءلوا ما هو أعظم شيء في العالم، وصار كلّ واحد يدلي بدلوه فقال أحدهم إنّ أعظم شيء هو الحِكمة، و قال آخر إنّه المرأة، وقال ثالث رغيف الخبز باللّبن لأنّه طعام الأبرار في الفردوس. وعندما جاء دور أحمد في الكلام، امتلأ من الرّوح القدس وصرخ بصوت عالٍ: إنّ أعظم كلّ الأشياء هو إيمان المسيحيّين .عندئذ جرَّه صحبه إلى القاضي، فاعترف أحمد بمسيحيّته وصدر حكم الإعدام بحقّه. نالَ أحمد إكليل الشهادة إذ قُطع رأسه بأمر الوالي في الثالث من شهر أيّار من العام 1682، في مكان يُدعى Kayambane Bahche

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share