لا شكّ في أنّ هذه هي قاعدة التعليم الصحيح: «من يصنع مشيئته».
فكمّ هذا مهمّ. لأنّه كثيرًا ما يتعرّض التعليم للخطأ. وفي الواقع، إنّ كثيرًا من الأفكار والاعتقادات والعوائد السارية في مجتمعنا هي خاطئة لأنّها غير مبنيّة على فكر المسيح، بل على اعتبارات وعادات اجتماعيّة لا تمتّ إلى مشيئة اللَّه بصِلَة وإلى القلب السليم حسب قلب اللَّه.
فلنلاحظ كم أنّ الكتاب المقدّس يؤكّد أكثر ما يؤكّد على سلامة القلب ونقاوته: «قلبًا نقيًّا أُخلق فيّ يا اللَّه» (مزمور ٥٠: ١٠). و«لقد صفحتَ عن خباثة قلبي» (مزمور ٣١: ٥)، وعلى استقامته: «لأنّ قلبهم لم يكن مستقيمًا معه» (مزمور ٧٧: ٣٧)، وعلى أمانة الروح: «ولا كانت روحه أمينة للَّه» (مزمور ٧٧: ٨)، وعلى شفاء القلب: «ارحمني واشفِ نفسي» (مزمور ٤٠: ٤).
فالقلب والروح هما الأساس، لا العقل. يبدأ المسيح التطويبات بقوله: «طوبى للمساكين بالروح» (متّى ٥: ٣)، لا للعقلاء والفهماء، فإنّ الربّ قد أخفى الحكمة عن هؤلاء وكشفها للأطفال (لوقا ١٠: ٢١). فالتعليم الصحيح ليس بالشروحات العقلانيّة وما إليها، بل «لنُدخل الحكمة قلوبنا» (مزمور ٨٩: ١٢).
أمّا الراعي الصالح، فيبذل نفسه عن الخراف. والراعي غير الصالح، أي الذي هو غير راعٍ ولا يبذل نفسه عن الخراف، فهو سارق ولصّ (يوحنّا ١٠: ١). الراعي الصالح يعرف رعيّته، أي يحبّها.
هذا وإنّ «البارّ فبالإيمان يحيا» (رومية ١: ١٧). فعلينا أن ننمّي إيماننا الحيّ، أساس حياتنا، وذلك على الدوام، في حركة تعميقيّة مستمرّة، «من إيمان إلى إيمان» (رومية ١: ١٧)، حتّى نستأهل البلوغ إلى موهبة التعليم الصحيح بنعمة اللَّه، له المجد.l