كتابٌ جديدٌ ضمن سلسلة شؤون رعائيّة يحمل عنوان “أضواء على الواقع والمرتجى الأرثوذكسيّين”

mjoa Wednesday November 22, 2023 1711
صدر عن تعاونيّة النّور الأرثوذكسيّة للنّشر والتّوزيع م.م. ، كتابٌ جديدٌ ضمن سلسلة شؤون رعائيّة يحمل عنوان “أضواء على الواقع والمرتجى الأرثوذكسيّين” لمؤلّفه ريمون رزق، البّاحث في الشّؤون الدينيّة والاجتماعيّة.
يتألّف الكتاب من تسعة فصول وملحق، تتمحور حول الوحدة الكنسيّة، الكنيسة والطائفة، المؤسّسات والأوقاف في الكنيسة، تحدّيات العالم الأرثوذكسيّ، الحياة في المسيح ومسؤوليّات الكنائس والمسيحيّين، إلى جانب مواضيع أخرى.
وعرّف الدكتور جورج نحّاس الكتاب بالقول: “ما أن انتهيت من قراءة المخطوط الذي طلب منّي مشكورًا واضع هذا المؤلّف، أن أضع مقدّمته، حتّى حضرت في ذهني مقولة النبيّ: “غيرة بيتك أكلتني”. إن دلّت هذه الصفحات على شيء فعلى النار التي أشعلها الربّ في قلب الكاتب منذ سنوات طويلة، وعلى استمرار لهيبها الذي لم تستطع السنوات إخماده.

ليس هناك من حاجة إلى التأكيد على سعة اطّلاع المؤلّف على الكتاب المقدّس، وعلى أقوال الآباء، وعلى مؤلّفات اللاهوتيّين من قدامى ومستحدثين. فالكتاب يزخر بالاستشهادات التي تؤيّد ما يسوقه ريمون من مواقف ودعوات إلى التأصّل في التراث المستقيم الرأي. وتأتي هذه الاستشهادات لتؤكّد أنّ القصد من وضع هذا المؤلّف ليس تسليط الضوء على أخطاء تُرْتَكب، لا بدّ منها طالما نحن نحيا في التاريخ، ولا التذكير بمبادئ، لا يفيد تكرارها ككلمات، بل هي كبوصلة الربّان الذي يريد أن يقود السفينة والطاقم إلى برّ الأمان.
رأيت في الكتاب ثلاثة أقسام: أوّلها حول الواقع الكنسيّ، وثانيها حول الكنيسة في المرتجى، والقسم الأخير حول معنى الخدمة في حياة الكنيسة كترجمة لهذا المرتجى. وهي أقسام تتداخل حتّى لو تمّ وضعها في فصول مختلفة، وجامعها واحد هو الرّجاء الدائم بأنّه بالنسبة إلى المؤمن الغلبة هي دومًا للمحبّة.
يتطرّق الجزء الذي يصف الوضع الكنسيّ اليوم إلى التجارب التي يعيشها العالم الأرثوذكسيّ والتي تقود بأكثريّتها إلى الانقسام بين الكنائس كما لو أنّ الرسول لم يوص بتجنّب ذلك “حتّى لو بشّر به ملاك من السماء”. ويوضح المؤلّف كيف أنّ الأسباب الكامنة وراء هذه التجارب، ونتائجها، هي، في أكثر الأحوال، ذات طابع إداريّ و/أو شخصيّ حتّى لو سعى البعض إلى وضعه في قالب لاهوتيّ. السياق الذي يقدّم به الكاتب هذه الحوادث، إن دلّ على شيء، فعلى نقص المحبّة بين الإخوة، وطغيان التمسّك بالحرف والصلاحيّات الزمنيّة على الوحدة التي طلبها منّا الربّ يسوع في صلاته إلى الآب.
لكن، وانطلاقًا من هذا المنطق بالذات، يتكلّم المؤلّف على الكنيسة كمرتجى، فيصف بكلام بسيط وموثّق ماهيّة أن تحيا الكنيسة كجسد المسيح، وأن يحيا كلّ من أعضائها في المسيح.
… يقارب الكاتب الجزء الأخير من كتابه بكلامه على ارتباط الحياة الكنسيّة بالخدمة، “لأنّ الإيمان من دون أعمال مائت”. فيأتي هذا الجزء كردٍّ غير مباشر على ما جاء في مطلع الكتاب من إشارة إلى ضعفات وأخطاء هنا وثمّة. فأنت تحيا في الكنيسة، والكنيسة تحيا للمسيح متى ترجمت المحبّة باستمرار في التعامل الداخليّ بين أعضائها، وفي معاملة الآخرين وخدمتهم بالاستقلال عن آرائهم.
من هنا، لا يدعو الكاتب إلى معرفة الكنيسة معرفة مجرّدة، بل إلى عيش ماهيّتها كما أرادها السيّد، ولنا في مثل السامريّ الرحيم مثال على ذلك. قال أحدهم: كلّ كلام بغير الله لغو! وأعتقد أنّ هذا هو مراد الكاتب في هذا المقطع الأخير من الكتاب. في الذكرى الخمسين لتأسيس “حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة” توجّه المطران جورج (خضر) إلى الشباب قائلًا: “روحوا حبّوا”! صفّقنا طبعًا، لكنّنا لم ندرك تمامًا بُعْد هذا الكلام. أتى كلام ريمون اليوم، وقد تتلمذ على يدي هذا الأسقف القدّيس، ليقول لنا أيضًا “روحوا حبّوا”!
يُغْني هذا الكتاب مكتبتنا العربيّة بمصنّف يجمع بين الفكر من جهة، والدعوة إلى الحياة الحقيقيّة من جهة أخرى. وينتهي ببعض الاقتراحات العمليّة التي من شأنها أن تشكّل مداميك في بناء مستقبل أفضل لرعايانا وللكنيسة الأنطاكيّة.
رجائي، وأنا أكتب هذه الكلمات، أن يعي المؤمنون جميعًا أنّ لهم دورًا يؤدّونه في إعادة البهاء إلى وجه العروس. فهم جسد المسيح وإليهم تتّجه الأنظار لنتغلّب بالمحبّة والصبر والرجاء على كلّ الصعوبات، لأنّنا إيماننا مبنيّ على الصخر ونحن واثقون بأنّ “الله في وسطها فلن تتزعزع”.
الفهرس
مقدّمة
الواقع
الفصل الأوّل: حول الوحدة الكنسيّة
الفصل الثاني: هل نحن أمام مشهد كنيسة تتفتّت؟
الفصل الثالث: الكنيسة والطائفة                                                   الفصل الرابع: المؤسّسات في الكنيسة                                               الفصل الخامس: الأوقاف في الكنيسة
الفصل السادس: تحدّيات العالم الأرثوذكسيّ (وأنطاكية منه)
المرتجى
الفصل السابع: الحياة في المسيح
الفصل الثامن: الثالوث القدّوس وثقافة المشاركة: مسؤوليّات الكنائس والمسيحيّين
الفصل التاسع: كيف ننمّي الوحدة الأنطاكيّة؟
الملحق
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share