مقالاته في مجلة النور

من الواضح جدًّا – لمن ينتبه – أنّ في طقوسنا الأرثوذكسيّة حركة استمراريّة تشمل كلّ حياتنا في كلّ أوقاتنا: »الآن وكلّ أوان«. وهي تشمل أيضًا مختلف نواحي حياتنا: – اللَّه معنا: »أنا معك في كلّ حين«(١) – نفسنا في يديه: »نفسي هي بين يديك في كلّ حين« – التسبيح والتبريك والتمجيد: »أسبّح الربّ مدى حياتي«/»أبارك…

إقرأ المزيد

(متّى ١٣: ٥٥) »أليس هذا هو ابن النجّار؟«(١). نعم هذا هو ابن النجّار: الربّ يسوع بكلّ واقعه الأرضيّ-الإنسانيّ في المكان والزمان… والارتباطات الأرضيّة… نشكر للربّ أنّه متجسّد في الأرض. إنّها الواقعيّة الروحيّة: نحن كما نحن أيضًا… بكلّ واقعنا ووضعنا الشخصيّ والعائليّ والبيولوجيّ، بنوع دمنا… كما نحن، حيث نحن، بكلّ ما نحن… التواضع غير خياليّ بل…

إقرأ المزيد

من الطبيعيّ ألاّ يكون في واقع الكنيسة سلام كامل. فالكنيسة ليست جماعة قدّيسين، بل جماعة خطأة تائبين. وربّما لا يكونون كلّهم تائبين. فالحياة سعي وميسرة. السؤال هو كيف ينبغي لنا أن نتصرّف عمليًّا بإزاء مشاكلنا؟ يبدو لي أنّه يجب، قبل كلّ شيء، أن نكون واقعيّين لا مثاليّين. فالضعف واقع ملموس، وتاريخ الكنيسة مفعم بذلك ما…

إقرأ المزيد

إنّ حادثة الشفاء المذكورة في هذا المقطع من إنجيل مرقس واردة في إنجيل مرقس فقط من دون بقيّة الأناجيل، وهي تتّصف بطريقة ليسوع في الشفاء غير مألوفة لديه. قد يكون هذا للدلالة على معنى روحيّ عميق يخصّ حالة معظم المؤمنين وسلوكهم غير الواعي. جاءوا إلى يسوع بأصمّ أخرس، وطلبوا إليه أن يضع يده عليه. ولكنّه…

إقرأ المزيد

حوادث الانتحار في ازدياد، وهي لم تعالج، أو بطرائق لا تؤدّي إلى نتيجة إيجابيّة، فينسبونها إلى نوع من الجنون أو مرض نفسانيّ لا يقاوم أو يأس في العلاقة العاطفيّة أو إلى الفشل في المهنة وما إلى ذلك، فيقترحون لمعالجة مثل هذه الحالات إمّا بالطبّ النفسانيّ والأدوية أو بتغيير المكان أو المهنة، وتجنّب ما يضايقهم أو…

إقرأ المزيد

بعدما قام يسوع من بين الأموات، دخل مرّتين على التلاميذ والأبواب مغلقة، وقال لهم: »سلام لكم«. ألا يعني ذلك أنّه لا بدّ من إغلاق الأبواب (أي الاهتمامات الخارجيّة والحواسّّ وما إلى ذلك)، لنعيش داخليًّا علاقتنا باللَّه؟ وربّما يعني أيضًا أنّ الحياة الروحيّة الصحيحة تقتضي، حتّى عند الانشغال الخارجيّ، حفظ الاتّجاه إلى الداخل. وربّما أيضًا، لسنا…

إقرأ المزيد

في نهاية القدّاس الإلهيّ، نرتّل: «قد وجدنا الإيمان الحقّ». وهذا يعني أنّ هناك إيمانًا باطلاً غير الإيمان الحقّ. والإيمان الباطل هذا يتوفّر بين «المؤمنين»، بل منتشر جدًّا بشكل يكاد يكون عامًّا بينما هم يظنّونه إيمانًا. فالإيمان ليس أن نعرف اللَّه ونؤمن بوجوده، فالشيطان أيضًا يعرف ذلك… الإيمان أن نؤمن ونؤمّن، أن نومّن لمن نؤمن به.…

إقرأ المزيد

وربَّما هذه هي الدينونة. أو هو وجه للدينونة. أو إنه لا حاجة إلى الدينونة: لأن «الخطأة يميتهم شرّهم» (مزمور ٣٣ : ٢١) و«أنت تأكل من أثمار أتعابك» (مزمور ١٢٧: ٢) فآيات كثيرة، في المزامير، توحي بالمعنى ذاته: فالأشرار يجتنون ثمر شرِّهم والأبرار ثمر بِرِّهم. فمن الآيات المتعلِّقة بالشرِّ: «فأُذِلُّوا بآثامهم» (مزمور ١٠٥: ٤٣) «صاروا أنجاسًا…

إقرأ المزيد

أحد آباء البرّيّة، لمّا حان وقت رقاده، طلب أن يُعطى مهلة لكي يبدأ فيتوب، وكان قد قضي حياته كلّها في جهاد النسك والتوبة. فذكّرني بذلك أحد الأصدقاء الملتزمين بالحياة الروحيّة وقال: «لقد زادها». فوافقته، يومئذٍ، من باب المجاملة. فجئت، اليوم، أعتذر راغبًا في بيان خطئي. ذلك بأنّ معرفة الذات حقيقة وفي العمق، أمر أساس جدًّا…

إقرأ المزيد