تجليات دمشقية:كلمة لا غير

mjoa Tuesday July 3, 2012 204

يعلم جيداً هذا القائد الروماني ما معنى السلطة لأنه يمارسها ولكن بطريقة غريبة عن أهل ذلك الزمان (الإنجيلي لوقا) يصفه بفضائله الفوّاحة، لا يجب أن يغيب عن بالنا أنه في ذلك الزمان كان يعتبر العبد شيئاً وليس شخصاً، بينما اعتبره (فتاه)، الأمر الذي يستدعي أن نتوقّف عنده هو العلاقة بين (السلطة، الكلمة، الإيمان) هذا الثالوث الذي يقضُّ فكر أبناء الكنيسة فمعظمنا يظنّ أنه هناك تناقض بين السلطة والإيمان أو بتبسيط أكثر، الإيمان لا يمارس سلطة ولا السلطة بحاجة إلى الإيمان، القائد الذي أتى المسيح (الكلمة) اليوم حاملاً إيماناً لم يرى الكلمة من يماثله فيه يدعونا لأن نتوقف عند السلطة التي معظمنا يشتهيها والقليل يدّعيها، يستوجب هذا أن نتساءل قليلاً:
– أينتقص طلبُ هذا القائد المتواضع من سلطته عندما يذهب بنفسه إلى الكلمة صاحب السلطان؟
– ألا يدهشنا الحوار المقام بينه وبين الكلمة عن فعل الكلمة؟
– أيلفتنا عمق التفاعل بين إيمان هذا القائد وشدّة تعلّقه بالكلمة وهو صاحب سلطة على مئة (على الأقل)؟
– كيف لنا أن نصل إلى هذا العمق باعتمادنا على قوة (الكلمة المتجسّد) حتى لو كنّا أصحاب سلطة على مئة نوع وشكل من أدوات الحياة؟
– ألا يستطيب من كان منّا في موقع سلطة أن تكون كلمته ذي فاعليّة؟
التساؤلات أعلاه لا تحتاج إلى إجابات وإنما إلى تأملات إلى إعادة صياغة لمواقع القوّة والضعف فينا إذ ما نعتبره قوّة يمكن ألا يكون كذلك ونحن على ضعفنا الذي علينا أن نعيه أولاً وعياً كيانيّاً، وجوديّاً وليس عاطفيّاً أقول على ضعفنا هذا يمكن للكلمة أن يبني إيماناً صافٍ يؤسس لسلطة تتوسّل دائماً ما هو شافٍ لكل (فتى) من المائة التي نحياها هذه السلطة التي تتحوّل إلى سلطان محبّة لكل ضعيف، مريضٍ، محتاج، مكسورٍ…………!!!
المسألة بالنسبة إلى قائد المئة هي شخص فتاه وليس سلطة شخصه الأمر الذي يجعل منه أعظم إيماناً حتى من إسرائيل (يعقوب) الذي صارع الله واعتقد بأنه وجد مكاناً قابله فيه، أمّا ذا القائد فقد وجد أن المسيح ذو سلطان لأنه (الكلمة) والذي يرسله هذا الكلمة هو أعظم من المئة، الروح الذي هو المعزّي والطبيب الشافي، هذه هي السلطة وهذا هو الإيمان والكلمة، الذي نحتاج، ونحب.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share