تذكار عيد دخول رّبنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح إلى الهيكل

mjoa Friday February 2, 2024 360

christentrancetotempleالاحتفال بالعيد كان معروفًا في أورشليم منذ القرن الرّابع للميلاد. وناشِره في العالم البيزنطيّ هو الإمبراطور يوستنيانوس الأوّل حوالي العام 542 م. ففي ذلك الحين، تفشّى الطاعون في القسطنطينية والجوار، كما ضرب زلزال رهيب مدينة أنطاكية وأحدث خرابًا شديدًا فيها. وإذ بدا أنّه لا حول ولا قوّة للعباد إلّا بالله نادى الإمبراطور والبطريرك القسطنطينيّ بالصوم والصلاة في كلّ الإمبراطوريّة. فلمّا كان الثاني من شباط، خرجت مسيرات في المدن والقرى تسأل عفو الله ورضاه، فانجلم الطاعون واستكانت الأرض. فشاع العيد، وجرى تبنّيه في كلّ أرجاء الإمبراطورية. وكان ليوستنيانوس قيصر الفضل الأكبر في تعميمه.
يستند العيد إلى النصّ الإنجيلي الذي أورده لوقا البشير في الإصحاح الثاني عبر الآيات 22 إلى 38 . ثلاثة عناصر تشكّل العيد:
تطهير مريم لوضعها مولودًا ذكرًا. إنّ تطهير مريم كان واجبًا اقتضته الشريعة. وللتطهير وجهان، وجه شرعيّ كما ذكرنا ووجه مسيحانيّ خلاصيّ، لم تكن والدة الإله في عمق الحقيقة الإلهيّة، بحاجة إلى تطهير ولا إلى تكفير. الشريعة هنا بطلت، بلغت المدى بخضوع الرّب يسوع لشرعة الذبائح والمحرقات ألغاها، لأنّ الغرض منها كان أصلًا أن تأتي بنا إلى الله. أمّا وقد جاء الإله وحلّ بيننا فلم يعد للشريعة دور تؤدّيه. فمنذ الآن قدومنا إلى الله أضحى بالمسيح به، وبه وحده، بتنا نطهر ونلج عتبات ملكوت السموات. بدمه كحمل الله، هنا يكمن لبّ الذكرى المعيّد لها اليوم.
– تقديم المولود الجديد للربّ. انّ تقديم الوالدَين بكرهما من الذكور للربّ كان واجبًا شرعيًّا.على أنّ تقديم الرب يسوع طفلًا إلى الهيكل تخطّى العُرف والعادة، ليدشّن زمنًا جديدًا انتفى معه معنى وجود الكهنوت اللّاوي. أوّلًا لأنّه لم يعد للذبائح الحيوانيّة ما يبرّرها، وثانيًا لأنّ المسيح الذي أضحى الذبيحة الأبديّة أضحى هو أيضًا رئيس الكهنة الجديد. وإلى الكهنوت الجديد والشرعة الجديدة لنا هيكل جديد. الربّ يسوع هو الهيكل الجديد، ونحن أيضًا لأنّنا جسده، نحن فيه وامتداد له وهو فينا. العبادة منذ الآن تكون بالرّوح والحق. العتيق قد مضى. هوذا كلّ شيء صار جديدًا.
– لقاء سمعان وحنّة النبيَّين.الموقف الرسميّ للمعلّمين اليهود كان أنّ موهبة النبوءة كفّت في إسرائيل منذ زمن أنبياء العهد القديم وأنّها لا تعود إلّا متى حلّ زمن مجيء المسيح. والآن وقد أضحى المسيح بيننا بشخص الربّ يسوع، فنبوءة سمعان وحنّة تبدو شهادة له أنّه هو إيّاه المنتظر. ففي مقابل فرخَي الحمام أو زوجَي اليمام المقدَّمَين إلى الهيكل ثمّة ذبيحة جديدة تقدَّم في شخص سمعان وحنّة. إنّهما الحمامتان أو اليمامتان الجديدتان المقرّبتان إلى الهيكل الجديد، الربّ يسوع. إنّهما خلاصة البقيّة الأمينة منذ القديم وإطلالة على الكنيسة الآتية العابدة بالرّوح والحقّ.

طروبارية دخول السيد إلى الهيكل
إفرحي يا والدة العذراء الممتلئة نعمة لأنّه منك أشرق شمس العدل المسيح إلهنا منيراً للذين في الظلام. سُرَّ وابتهج أنت أيّها الشيخ الصدّيق حاملاً على ذراعيك المعتق نفوسنا والمانح إيّانا القيامة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share