وُلد في تفير الروسيّة لوالدَين غنيَّين من الأشراف. تلقّى نصيبًا وافرًا من العلم ونشأ على التّقوى ومخافة الله. كانت نفسه حسّاسة للإلهيّات. أحسّ بنفسه أنّه مجرّد عابر سبيل على الأرض. إثر وفاة والديه أطلقَ خدّامَه ووزّع مقتنياته على الفقراء وخرَجَ إلى مغاور كييف يطلب الحياة الرهبانيّة. سلَكَ في طاعة كاملة. لم يتلفّظ بكلمة بطّالة. بلغَ خَبَر سيرته المباركة أُذنَي متروبوليت كييف، القدّيس كبيانوس المعيّد له في 16 أيلول. جعلَه رئيسَ شمامسة وعيَّنه أمين سِرّه، ثمّ عَمَد إلى تسقيفه رغم مقاومته وأسند إليه كرسيّ تفير بناءً لطلب أميرها وسكانها.
بقي ملتصقًا بالحياة الرهبانيّة وأنشأ ديرًا كان يلتجأ إليه لينعم بالهدوء والصمت والصلاة. علّم بالكلمة والسيرة الطيّبة وأشاع روح السلام والمحبّة. أحبّ الفقراء واهتمّ بإعانة المرضى والمحاماة عن المقهورين. لم يتردّد في تهديد أمراء تفير بحلول غضب الله عليهم كلّما أظهروا ظلمًا للناس واستبدادًا. رقَدَ بسلام في الربّ سنة 1409 ودُفن في الدير الذي أسّسه في تفير. في السنة 1482 تبيّن أن جسده لم ينحلّ. أعلنت الكنيسة قداسَتَه في السنة 1547م.