هو من عائلة مسيحيّة في برجة بمفيليا. أمّه ثيوكليا، هي التي ربّته على الفضائل المسيحيّة. فلمّا صدر مرسوم قضى بملاحقة المسيحيّين في كلّ مكان واستعادتهم إلى الوثنيّة أو التنكيل بهم، شجّعت الأم ولدها على مغادرة برجة فلجأ إلى بومبيوليس الكيليكيّة. هناك شاهد، بأمّ العين، طقوس العربدة التي اعتاد أن يكرّم بها مكسيمينوس الوالي آلهة المملكة. وقد امتنع المسيحيّ الشاب عن المشاركة في تلك الطقوس قائلًا: أنا مسيحيّ وبالأصوام، لا بالعربدة، أعيّد لمسيحي! للحال أوقفوه واستاقوه إلى حضرة الوالي الذي عرض عليه ابنته زوجة إن قبل أن يضحّي لآلهة الإمبراطورية، فأجاب: قد أعطيت نفسي بالكامل للإله المسيح وأشاء أن أقدّم لمحكمته هذا الجسد عذراويًّا لا دنس فيه. فاستشاط مكسيمينوس غيظًا عليه وهدّده أن يُلقيه طعمًا لألسنة اللّهب. فأجاب: هذه العذابات مهما طال أمدها ولو عنفت لا تجعل إكليلي إلّا أكثر غنى وأعظم قيمة لأنّه مكتوب: “لا يكلَّل أحد ما لم يجاهد جهادًا شرعيًّا”. ضُرب رجل الله بالسيور المطعَّمة بالرصاص، ثمّ مددّوه على منصبة فوق نار حامية. لكنّ ملاكًا أطفأها مبطلًا جهود الجلّادين. على هذا ألقى القاضي المجاهد المغوار في السجن الداخلي المظلم.
فلمّا بلغ ثيوكليا، والدة كاليوبيوس، ما جرى أطلقت عبيدها ووزّعت غناها على الفقراء والكنيسة، ثمّ جاءت إليه في سجنه. فلمّا رآها، لم يتمكّن من الوقوف على قدميه، حيّاها قائلًا: مرحى، يا أمّاه! سوف تشهدين آلام المسيح فيّ فأجابته: إنّي لمسرورة أنّه أُعطي لي أن أكرّسك للسيّد كنزًا جزيل الثمن. ثمّ إنّهما سهرا معًا يصلّيان ويمجّدان الله. ومثُل أمام المحكمة فهتف: “إنّي لَعَلى عَجَلة أن أموت لأجل المسيح معلِّمي!” في الخميس العظيم، علمت ثيوكليا أن ابنها حُكم عليه بالموت صلبًا، فأعطت الجلّادين خمسَ قِطع فضيّة. وفي اليوم التالي، الذي هو الجمعة العظيمة، أسلم القدّيس روحه لله. فلمّا أنزلوه عن الصليب أسرعت إليه أمّه لتضمّه وتقبّله ثلاثًا وهي تمجّد الله. وللحال أسلمت، هي أيضًا، الروح لله. وقد وارى المسيحيّون الاثنين الثرى بعدما اتّحدا، في محبة المسيح، إلى الأبد.
الطروبارية
شهيدُك يا ربُّ بجاهده نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا لأنّه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين وسحَق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسّلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.