الحرّيّة حرّيتان: الحرّيّة في الضّمير والحرّيّة في الخطيئة. لا ثالثة لهاتين. الحرّيّة الضّميريّة لا يمكنك تعاطيها ما لم يكن لك ضمير. ما هو الضّمير؟. هو نيّة القلب المُضمَرَة متى لزمتَ الله ومسيحه بالإيمان والتزمتَ مخافته ووصاياه بالمحبّة، وانصرفت عن الخطيئة، كقصد، انصرافًا كاملًا، وحذرت وجاهدت وسعك لكي لا ترتكب المُنكَر في حقّ ضميرك وربّك وقريبك…
لا سلطة في الكنيسة!. في الكنيسة خدمة!. وثمّة خدمة في الكنيسة لأنّ الكنيسة محبّة!. تأتي الكنيسة من محبّة وتقيم في المحبّة وتستمرّ بالمحبّة وتشهد للمحبّة!. خارج المحبّة، لا كنيسة!. همّ الكنيسة الأوحد أن يتكمّل المؤمنون في المحبّة!. “ليكونوا واحدًا كما أنّنا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فيّ ليكونوا مكمَّلين إلى واحد” (يوحنّا 17: 22 -…
لِمَ الحياة؟. ما الّذي خَلق اللهُ الإنسان من أجله؟. طبعًا، طبعًا، أفهم أنّ الإنسان جاء من فيض محبّة الله وللمحبّة. مِن ذا كانت الحياة والحياة كانت نور النّاس والنّور يضيء في الظّلمة والظّلمة لم تدركه. هذا عن كلمة الله، الإله الكلمة، الّذي به كان كلّ شيء وبغيره لم يكن شيء ممّا كان (يوحنّا 1: 4،…
الثّبات وحده يثبِّت حضور الله في النّفس!. في الخطيئة، شيمة النّفس التّردّد!. لا يثبت الإنسان على حال، ولا يقدر، طالما لا مسيح!. لا يعرف المرء ما يريد، إذ ذاك. المسيح أو لا شيء!. لذا يرتع ابن آدم، من دون آدم الجديد، في القلق!. يقيم في التّردّد. تشتهي نفسه أمرًا، فيظنّ أنّ به يبلغ المرام. فمتى…
هذا الزّمن هو زمن العلم بامتياز. ما بات موفورًا للبشريّة، على هذا الصّعيد، خلال المائة العام الفائتة، يفوق التّصوّر، قياسًا بما حصّلته البشريّة، عبر تاريخها، من مطلع مسيرتها الحضاريّة، إلى اليوم، لجهة تراكم معارفها. تفجّرٌ، كأنّه غير محدود، للعلوم، وتوق إلى العلوم، وسعي إلى اقتناء العلوم، أو ما تخرج به تكنولوجيا العلوم، كلّ يوم، أو…
القسوة الجحيميّة في العالم، من أين هي؟. وما دلالتها؟. الإنسان يحوّل عالم الله الفردوسيّ، في ذاته، إلى جحيم!. القسوة في العالم من حبّ الذّات، في تعامل الإنسان مع ذاته والعالم. ماذا يعني ذلك؟. يعني أن يكون الإنسان في وضع المستسلم، كأنّه ليس مِن إله غيره، لنوازع نفسه، لأهوائه، لرغباته، من غير أن يكون لديه حسّ…
الكنيسة صلاة لأنّها صِلات. تصل الإنسان بالله، في روح الله، والإنسان بالإنسان وسائر خَلْق الله. إنّما هي جاذبيّة المحبّة في الصّلاة ما يشدّ قوّات السّماوات والأرض، بعضها إلى البعض الآخر، وأحدها إلى الآخر، لتحفظ الكلَّ واحدًا، والمسافةَ بين الواحد والواحد، بالقدر الّذي يجمع إلى الواحد، الآب السّماويّ، ليصير الآب الكلّ في الكلّ، وتثبت حرّيّة الواحد…
تتكلّم على الموت أو لا تتكلّم عليه، يبقى إحساسُك بأنّك مائت كامنًا وراء كلّ ما تعمل. يدفعك إلى كلّ ما تأتيه. إمّا تستسلم له فتحيا على “المخدّرات”، من كلّ نوع، في مسعى للهرب منه. حياتك، إذ ذاك، سلاسل هروب!. وإمّا تتعلّم أن تحبّ لتقوى عليه. وحده الحبّ أقوى من الموت!. هذا وحده هو الصّليب اليوميّ…
الإنسان عين. يتجلّى في عينيه. تواصلُ الكيان بالكيان لا يكون إلّا بتلاقي العين بالعين!. لغة العين أبرز لغات الإنسان ومحورها. لا بديل عنها ولا مثيل لها. كلّ معرفة من دون لغة العين ناقصة سطحيّة. لا تعرف ما في الإنسان إلّا من خلال عين الإنسان!. العين لا تكذب وإن تعاطى صاحبها الكذب. تُظهِر الإنسان على حقيقته……